سوء تعليم المراه

هذا هو عنوان كتاب ألفه البروفيسور "جيمس تولي" أستاذ السياسة التربوية بجامعة "نيوكاسل أبون تاين" البريطانية وصاحب كتاب "إصلاح التعليم" وكتاب "صناعة التعليم العالمية".
يطرح "تولي" عبر هذا الكتاب رؤيته حول تعليم المرأة في الغرب ؛ إذ يعتقد أن السياسة التعليمية الحالية في أمريكا والدول التي تقلدها تقليدا أعمى -ومنها بريطانيا- ليست في مصلحة النساء البتة، كما أن رموز الحركة النسائية المؤيدات لتحرير النساء من حياة الأسرة وتكوين جنس خاص بهن يتمتعن بنفوذ قوي في أمريكا وبريطانيا ؛ فلا يجوز- من وجهة نظرهن- للمستشار المهني في البلدين قانونيا أن يقترح على الفتاة اختيار وتفضيل الأمومة أو الحياة الأسرية على الوظيفة لأن ذلك خيار غير مقبول لديهن.ويوضح أن فكرة رموز الحركة النسائية قد تركزت حول ضرورة هجر البيوت، وعدم العيش عالة على الرجل، وان الأمومة طفيلية، والتأكيد على وجوب اقتحام عالم الوظيفة دون استثناء، والمساواة التامة مع الرجل، وإلغاء الفوارق بين الجنسين.

ويؤكد أن تنفيذ ذلك في المؤسسات التعليمية قد ولد الكثير من المشكلات ؛ إذ أنتج مجتمعا يتكون من أطفال مدللين وفاسدي الشخصية، وأن النساء اليوم أقل سعادة مما كن عليه قبل ثلاثين سنة ؛ مما أدى بكثير من رموز الحركة النسائية إلى تغيير أفكارهن نحو هجر البيوت، وقد توصل الباحثون إلى نتيجة مفادها ان الإصلاحات التعليمية القائمة على مساواة النوع الاجتماعي "الجندر" في المجتمع لم تحظ بأي نجاح يذكر لعدم جلبها للسعادة في صفوف النساء.

ويرى البروفيسور "تولي" أن إلغاء الفارق بين الجنسين في اختيار المقررات لم يؤد إلى نتيجة حسنة، وأنه كلما أعطيت للبنات فرصة الاختيار فإنهن يخترن المواد التقليدية ذات الطبيعة الأنثوية، وأن المضي في تطبيق سياسة المساواة بين الجنسين ستؤدي حتما لكثير من المشكلات ؛ فالتعليم الغربي حاليا يكرس الفكرة القائلة بأن تحقيق السعادة لا يتم إلا بإقحام المرأة عالم السياسة والرياضة والعلوم والأعمال، وليس في عالم البيت والأسرة، وفي الواقع المعاش حاليا فإن اقتحام النساء عالم الرجل -حسب قول "تولي"- لم يحصلن من ورائه إلا على خيبة أمل نظير الوظائف الهزيلة التي حصلن عليها.

ويوضح أن النساء من كافة الأطياف متحدات حاليا في قضية مشتركة ضد نسويات المساواة، ويحاولن استرداد أدوارهن الأسرية، ويرى "تولي" ضرورة استرداد قيم الحياة الأسرية والأمومة، وعلى النظام التعليمي أن يعكس قيم الحياة العائلية بدلا من العمل على الحط من قيمتها.

ويلفت النظر إلى أن كافة الأطياف النسائية حاليا متأثرات بفضائل المجتمعات التقليدية والانجذاب نحوها.

ويرى أن هناك فوارق حقيقية بين الجنسين في القدرات الإدراكية ؛ ففي الوقت الذي نجد فيه البنات يتفوقن في المجال الكلامي الشفهي والبنين يتفوقون في مجال الرياضيات.

ويؤكد على خمسة أمور رئيسية مدعومة بتأكيد علم النفس النشوئي وهي:

- أن الرياضيات مادة غير أنثوية.

- تفضيل النساء للأزواج الأكبر سنا والأكثر نجاحا.

- فاعلية المرأة أكثر من الرجل في تربية الأطفال.

- تركيز الرجال على علامات الخصوبة عند المرأة.

- الرجال أكثر غيرة من النساء، والنساء أكثر عاطفية من الرجال.

ويرى ضرورة ترك كل من الأولاد والبنات في مجاله الخاص؛ فليس في ذلك أي نوع من الظلم لاتساقه مع الفطرة.

ويختم كتابه قائلا: "إن الشيء الذي يجب أن نتخلص منه هو الإلزام الرامي إلى ردم فجوة "الجندر" وبدلا من ذلك يتعين علينا عدم الشعور بأي تحفظ ونحن نمجد الفوارق بين الجنسين، هذه الفوارق التي لا محالة أوجدت العديد من الأشياء التي نقدرها حق قدرها في الثقافة الإنسانية".

إن ما ذكره البروفيسور "تولي" ليؤكد على دحض أي محاولة لإزالة الفوارق الفطرية مع الاحتفاظ بحق المرأة في التعليم والعمل دون المساس بدورها الأسري، وأن أدوار كل من الرجل والمرأة متكاملة وليست متنافرة "فكل ميسر لما خلق له".

شكرا الك