ملتقى شباب سبسطية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الحلقه الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي ارجو تملك شعوركم

+3
بوبو السبسطاوية
همسة حب
سنوات الضياع
7 مشترك

اذهب الى الأسفل

الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Empty الحلقه الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي ارجو تملك شعوركم

مُساهمة من طرف سنوات الضياع 2008-07-13, 13:01

السلام عليكم

ان شاء الله مااكون تاخرت عليكم



الجزء الثالث عشر والأخير

دخلت همسة ..

ووجها يكاد يشرق ابتساماً ..

وهي تريد أن تملأ عينيها من بشار ..

ولكنه لم يكن موجوداً ..

أصابت همسة خيبة أمل كبيرة للغاية ..

ترى أين سيكون ؟

ذهبت إلى الممرضة وسألتها عن بشار ..

قالت : I do not know ..

It seems that he went somewhere

قررت همسة التجول قليلاً في الأروقة لحين عودته ..

راحت تتمشى قليلاً ..

وهي تحس بالانتعاشة ..

وجدت نفسها أمام غرفة الدكتور علي الذي كان باب غرفته موارباً ..

طرقت الباب بلطف ..

ولما شاهدها الدكتور علي تفاجئ وقال :

همسة ؟

ابتسمت همسة وقالت له : مرحباً دكتور ..

كيف حالك ؟

ابتسم لها باستغراب وقال : الحمد لله ..

كيف حالك أنت ؟

أليس من المفترض أن تكوني في أمريكا الآن؟

تنهدت وهي تنظر نحو مكتبه .. وقالت :

لم أستطع أن أكمل هناك الدراسة لوحدي ..

تعبت كثيراً ..

اضطررت للعودة ..

نظر فيها الدكتور علي قليلاً ثم قال :

هل عودتك نهائية ..

أم أنها فقط إجازة ؟

فقالت همسة وهي تعض على شفتيها :

لا إنها نهائية ..

فقال الدكتور علي :

لم يا دكتورة ؟

لقد أضعت على نفسك فرصة عمرك ..

هل تعلمين كم من الطلاب يحلمون بفرصة مماثلة ..

إن فرصة كهذه لن تعوض أبداً ..

ثم بدا منفعلاً وهو يتابع :

لقد قلت لك ..

إن مثل هذه الحال المائع لن يجدي في الطب أبداً ..

لا بد أن تكوني قوية ..

قولي لي .. ماذا ستفعلين الآن ؟

هل ستبقي طبيبة عامة فقط ؟

أبعد كل هذا التعب تتركي ما سعيت من أجله ..

ما قد يدفع أحد الطلاب الأموال الطائلة في سبيله ؟

أحست همسة أن الدكتور علي منفعل جداً ..

وأن كلامه قاسي وموبخ ..

أحست أنها لا تريد أن تسمع ..

ولكن الدكتور علي لا يقدّر أن العواطف مهمة في مجال العمل ..

إنه صارم ..

يقدس العمل إلى أقصى حد ..

إلى درجة أشبه ما تكون بالعبادة ..

فقال : لقد دمرت حياتك ..

وحكمت على مستقبلك المهني بالفشل ..

"أنا أعترض معك في هذا الأمر .. "

انبعث هذا الصوت من خلف همسة ..

التي نظرت بقوة نحو الصوت ..

كان بشار يقف هناك عند الباب ..

وفي عينيه تلك اللمعة الواضحة ..

بسمنته ..

وبكل التفاصيل التي تحفظها همسة عن ظهر قلب ..

التفت له الدكتور علي .. والذي بدا أنه ثائر وقال :

عفواً .. من أنت؟

فقال بشار متجاهلاً كلامه :

بعض الناس تهتم لأمورها الشخصية .. وتأخذ لها اهتماماً وحيزاً من حياتها أكثر من البعض الآخر ..

العمل والطب والدراسة ليست نهاية الكون ..

ما فعلته الدكتورة همسة لا يعتبر إلا حقاً من حقوقها أن تعيش إنسانة بدلا من استعباد الطب لها بهذه الطريقة السخيفة ..

أحس الدكتور علي أن هناك من يختلف معه في المنطق والمبدأ ..

فقال : إن كانت هي على هذا المبدأ .. لم دخلت الطب من أساسه ؟

الطب تضحية .. وليست مجرد تسلية .. إنها مسئولة عن حياة بشر ..

فقال بشار : ولم تطلب منها المزيد ؟

إن هذا ما تستطيع أن تقدمه ..

لم تريدها أن تفني حياتها من أجل الآخرين ..

في حين أن الآخرين لا يهتمون كثيراً لحياتها ؟

حتى الرواتب لا تساوي أن أقتل نفسي من أجل هؤلاء الناس ..

فقال الدكتور علي :

الطب رسالة .. ومهمة إنسانية ..

وليست تجارة مال ..

قال بشار : وأنا لم أقل بأنها تجارة ..

ولكني قلت .. إنها لا تحتاج أن تفني عمرها من أجل الإنسانية تلك ..

إن هذا أبسط خيار لها في الحياة ..

إنها حياتها .. وليس لأنها طالبة نجيبة لا بد أن تكون دكتورة لامعة .. تتخصص في أصعب المجالات ..

هذه حياتها .. وهي من ستدفع ثمن اختيارها ..

وليس أنت ..

ليس أنت الذي لن تتزوج لأنك أفنيت عمرك كله في هذا الطب ..

بل هي ..

قال الدكتور علي بحدة :

ومن أنت حتى تتكلم عنها ؟

إن لديها لساناً حتى تتحدث ..

فقال بشار بقوة وصلابة :

أنا خطيبها .. الدكتور بشار ..

همسة على طول النقاش كان قلبا يضرب بقوة ..

ولما قال بشار ما قال .. أحست أنها لا تكاد تقول كلمة واحدة ..

تابع بشار كلامه بقوة الواثق .. دون أن يجفل للحظة :

وأنا الذي خيرتها بين أمريكا وبيني ..

توقف الدكتور علي للحظات ..

لم يعرف ما يقول ..

إلا أنه غمغم : بالتأكيد هذه حياتها ..

ولكم حرية التصرف ..

هنا قال بشار لهمسة :

أنتظرك في الخارج ..

وذهب ..

أما همسة فقد أحست أنها في غاية الإحراج ..

نهضت وهي تقول : أنا آسفة يا دكتور ..

لم أقصـــــــ ...

قاطعها الدكتور علي وقال :

لا بأس يا دكتورة ..

خيراً إن شاء الله ..

خرجت همسة ..

وهي تحس بشعور لا يوصف ..

بشار ..

لقد رأته ..

لقد كان إلى جانبها ..

كم هو رائع ..

إنه بحق حب العمر ..

لن أنسى له أبداً ما فعل ..

"أنا خطيبها الدكتور بشار "

تذكرت همسة هذه الكلمات ..

فأحست بخجل بلا حدود ..

أحست أنها تود لو تقفز فرحاً ..

ولكنها ابتسمت ..

كان بشار ينتظرها في غرفته ..

دخلت الغرفة وهي في غاية الخجل والحياء ..

أما بشار فكان ينظر لها بنظرات غريبة ..

كانت مزيجاً بين خيبة الأمل والتساؤل والدهشة ..

نظرت فيه همسة وقالت بابتسامة كلها خجل :

كيف حالك يا بشار ؟

ابتسم لها وقال : الحمد لله ..

كيف حالك يا دكتورة ؟

فقالت : بخير ..

دام الصمت للحظات ..

فقال بشار : لم عدت ؟
سنوات الضياع
سنوات الضياع
•-«[ عضو مجتهد ]»-•
•-«[ عضو مجتهد ]»-•

عدد الرسائل : 622
العمر : 33
رقم العضوية : 30
مزاجي : الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Qatary22
معدل تقيم المستوى :
الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Left_bar_bleue10 / 10010 / 100الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 09/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Empty رد: الحلقه الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي ارجو تملك شعوركم

مُساهمة من طرف سنوات الضياع 2008-07-13, 13:01

جلست همسة في الكرسي الذي طالما جلست عليه ..

ثم راحت تلعب في أصابعها قليلاً ثم رفعت عينيها وهي تتنهد قائلة :

عدت لأني لم أستطع أن أتحمل ..

كانت نظراتها قوية ..

تخفي وراءها الضعف ..

تخفي ورائها الكثير من المشاعر ..

جملة واحدة ..

يفهم كل واحد منهما معناها جيداً ..

أما بشار ..

فراح ينظر بعيداً ..

وهو يعض على شفاهه بقوة ..

ثم نظر لها وقد احمر وجهه وعيناه ..

وأحست همسة أنه يعاني وهو يقول لها :

رجعت بسببي ؟

قالها .. وامتلأت عيناه بالدموع ..

أما همسة .. التي لم تتصور في يوم أنها سترى هذه النظرة على وجه بشار ..

وراح قلبها يعصف بالحب ..

أجل .. قلها يا بشار ..

قلها ..

قل بأنك تحبني ..

قل بأن ما فعلته كان من أجلك بحق ..

قل أي شيء ..

أي كلمة ..

وتعلقت عيناها بشفتيه ..

وهنا نزلت على خد بشار دمعة سريعة ..

من عين طفحت مشاعرها ..

فقال لها بصوت مختنق :

إني لا أستحق شيئاً مما فعلت أبداً ..

لا أستحق ..

راع همسة منظر بشار .. وهو يقول لها هذه الكلمات ..

فقالت له وراحت دموعها تتجمع في عينيها هي الأخرى :

بشار ..

أنا أحبك ..

قالتها بصوت أقرب إلى الهمس ..

فنظر لها بشار بنظرة ضيقة .. في غاية الألم ..

والدمعة تلي الدمعة ..

وقال : أنت لا تفهمين أي شيء ..

أنت لا تفهمين أبداً ..

مسحت همسة دموعها من تحت نظارتها وقالت :

بشار .. ما الموضوع ؟

فقال لها بنظرة حزينة : هل تريدين حقاً أن تعرفي الموضوع ؟

أومأت برأسها وقد أحست بالفضول يطغى على مشاعرها..

قال بصوت مبحوح : صدقيني لن تفرحي كثيراً ..

ستشعرين بأقسى ألوان الألم ..

ستتمنين أنك لم تولدي حتى ..

سترغبين بأنك لم تقابليني في حياتك أصلاً ..

همسة راحت تنظر له مستفهمة وهي تحس بالغرابة ..

فقال بشار .. والدموع تتساقط من عينيه :

أنا كذاب ..

أنا لست بشار الذي تعرفين ..

همسة زادت حيرتها أكثر فأكثر ..

قال بشار :

كل الذي قلته لك ..

كان كذب ..

أنا .. لم أذهب إلى اليابان في حياتي ..

ولم تكن هناك فتاة اسمها مايا تزوجتها ..

تجمدت همسة في مكانها ..

وأحست أن سكونا رهيييييييييييييييييييييييباً في كيانها ..

قالت وهي تكاد ترتجف :

ماذا تقول ؟

قال لها بشار وهو لا يكاد يشعر بشيء :

تلك هي الحقيقي يا همسة ..

أنا لست بكاتب لبحث الجين Gp53

أنا لا شيء ؟

توقفت همسة وهي في حالة من الجنون وقالت :

ما هذا الجنون الذي تقوله ؟

بقي أن تقول لي أنك لست طبيباً حتى ..

وأن اسمك ليس ببشار ..

وصارت تصرخ فيه ..

قاطعها وقال :

لا .. إني طبيب ..

ولكني طبيب عام .. توقفت عن ممارسة الطب هذه السنة بسبب مرضي ..

واسمي بشار كما هو مدون لديك في الأوراق الرسمية ..

لن أستطيع التزوير فيها أبداً ..

قامت همسة من مكانها وهي في حالة من العصبية وهي تقول بانفعال .. ويديها تتحرك بمنتهى الحدة :

لازلت لا أصدق ..

أنا لا أفهم ..

ما الذي تحاول أن تقوله أنت ؟

فقال لها بشار :

سأحكي لك ..

تنهد للحظات ثم نظر فيها .. وقد جفت دموعه وقال :

اسمي بشار البدري ..

مريض بالسرطان ..

سرطان العظم ..

تخرجت من كلية الطب قبل خمس سنوات تقريباً ..

ثم توقف قليلاً ..

فقالت همسة بانفعال شديد : أكمل ..

لم توقفت .. أم أنها كذبة جديدة أخرى ؟

نظر لها بشار وقال وحدقتاه تهتز من الدموع :

والله لا أعرف من أين أبدأ كلامي ..

ولكن لا يهم أي شيء ..

إلا أن تفهميني ..

أنا شاب تربيت في بيت جدتي .. بعد وفاة والديّ في حادث سيارة ..

ليس لدي أي أخوة ..

لقد كنت أبلغ خمسة أشهر حين ماتا ..

وكبرت ..

إنسانا ضعيفاً هزيلاً ..

يتيم الأب والأم ..

فقالت له همسة بحدة : وما أدراني أنك تقول الآن الصدق ؟

قال لها : تستطيعين أن تتأكدي من خال أمي الدكتور أسامة آصف ..

لا أظن أن بروفيسواً مرموقاً مثله يخاطر بسمعته ويكذب من أجل شاب مثلي ..

فقالت بقوة : نعم سأسأله ..

نظر فيها وقال بقوة :

همسة ..

إن شئت أن تسمعي ما لدي ..

فاسمعي .. وإن لم تريدي .. فلك الحق ..

ولكني هذه المرة لا أقول لك إلا الصدق ..

كان من السهل على أن أجعلك تصدقين كل كلمة ..

كان من السهل أن أستمر في خداعك ..

لم يكن لدي أدنى سبب كي أخبرك الحقيقية ..

صمتت همسة وهي ترمقه بنظرات حاقدة ..

فقال : وضعت كل همي في دراستي ..

صحيح أن جدتي .. كانت تحبني كثيراً ..

ولكن ما استطاعت أن تكون لي أباً وأماً في الوقت ذاته ..

لم تستطع أن توفر حناناً لشخص مثلي ..

يحتاج إلى قدر هائل من الحنان ..

درست ..

تفوقت حتى أكمل النقص في نفسي ..

أحببت فتاة صغيرة في حياتي ..

كانت ابنة الجيران ..

رويدا ..

ولكنها كانت تكرهني ..

لا أدري لم ؟!

والله لا أعرف إلى هذا اليوم لم تكرهني ..

لم أفعل شيئاً ..

ربما لأني كنت خجولاً ..

ربما لأني كنت ساذجاً ..

ربما لأني لم أكن مضحكاً ..

ربما لأن العادات التي ربتني عليها جدتي الدينية والأخلاقية والاجتماعية ..

جعلتني لا أقدم إلا على نظرات خجولة ..

وكلمات هامسة في مناسبات صغيرة ..

ورسالة واحدة فقط ذقت الأمرين حتى وصلت لها بعد سنة كاملة ..

كان عمري آنذاك 18 سنة ..

انطويت على نفسي ..

بكل المعاني ..

وجاءت دراستي في الطب لتكمل باقي القصة ..

لتبدأ في مرحلة انعزالي التامة عن كل معاني الحياة ..

دخلت في السكن الجامعي ..

واعتزلت الناس فيه ..

كان في شعور كبير ..

أن الناس كلها تكرهني ..

وبأني لست الإنسان الذي يستحق الحب ..

بدأت أتغير ..

بدأت شخصيتي تتحور ..

حتى أصبحت ما عليه أنا الآن ..

إنسان ساخر ..

لا يقيم لكثير من أمور الحياة وزناً ..

كثير الضحك ..

يتصنع المرح بهبالة ..

واثق من نفسه إلى حد كبير ..

أجل تغيرت وأنا في كل مرة أفكر وأقول :

هل هكذا كنت تريدينني يا رويدا ؟

ومع السنوات ..

قمت بأكثر ما يكون غرابة في الدنيا ..

نظر في همسة التي كانت عاقدة لحاجبيها ..

ولكنها كلها تصغي إليه ..

فقال بعد أن ابتلع ريقه :

قمت بابتداع تلك الشخصية .. مايا ..

نظرت فيه همسة باستغراب وقال :

ابتدعت مايا ؟!

فراح بشار يقول في حماسة :

نعم ابتدعتها ..

مايا ..

فتاة بكل المواصفات التي أحتاجها في حياتي ..

مايا ..

تلك الإنسانة العذبة الرقيقة ..

تلك الملاك الطاهر ..

مايا ..

حلمي أنا الحقيقي ..

لا أعلم فعلاً هل ما قمت به دور من أدوار البطولة ..

أو أحد صفات الجنون ؟

لا أعرف حقاً إن كان هذا الفصل من حياتي هو غباء أم ذكاء ؟

كنت في مرحلة المراهقة وفي ذروتها ..

وفي نظري .. كان الذكاء .. أن أتجاوزها بأقل الخسائر الممكنة ..

ولكني أعترف أنها كانت حماقة ..

فلقد أحببت شخصية تخيلتها أنا ..

حب لم يحبه إنسان قبلي ..

ليس في قوته ولا شدته ولا ثورته ..

بل في فكرته المجنونة ..

لقد كانت فكرة شيطانية تغلغلت في أحشائي ..

ونفذتها ..

همسة قد لا تصدقين ..

ولكن عندي ما يقارب 16 مجلداً كاملاً ..

16 مجلداً ..

من كلام الحب والغرام ..

امتلأ برنين الهواتف والحديث المعسول والجنون المطفق ..

كلها خيال في خيال ..

16 مجلداً .. أحتفظ بها كالكنز ..

كتبت فيه بالتفصيل ذكرياتي مع مايا التي صنعت ..
سنوات الضياع
سنوات الضياع
•-«[ عضو مجتهد ]»-•
•-«[ عضو مجتهد ]»-•

عدد الرسائل : 622
العمر : 33
رقم العضوية : 30
مزاجي : الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Qatary22
معدل تقيم المستوى :
الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Left_bar_bleue10 / 10010 / 100الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 09/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Empty رد: الحلقه الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي ارجو تملك شعوركم

مُساهمة من طرف سنوات الضياع 2008-07-13, 13:02

كتبتها على مدى 7 سنوات الطب ..

وأنا أوهم نفسي بهذا الحب المزيف ..

أضحك على نفسي بتلك الكذبة التي اخترعتها أنا ..

حتى لا أنزلق في علاقات غرامية لا ترضى بها مبادئي التي تربيت عليها ..

وحتى أستطيع أن أحصل على الفتاة التي أريد ..

أوهمت جميع من أعرف بالإنسانة التي أحب ..

بل إني كنت أصنع لها الهدايا التي قد تكلفني جزءاً كبيراً من مدخراتي ..

ثم ألقيها بجوار البحر ..

أو حتى في حاوية للنفايات ..

شيء في منتهى الجنون ..

ولكنه حصل ..

وصفت كيف تقابلنا ..

وصفت كيف قلت لها لأول مرة في حياتي أحبك ..

وصفت المحادثة التلفونية التي كنت أتخيلها بمنتهى الدقة ..

أدخلت عليها كل تفاصيل حياتي ..

وأشركتها في كل صغيرة وكبيرة في عمري بلا استثناء ..

واستمرت معي طوال دراستي في كلية الطب ..

بل إني أحيانا أوكلها لتتخذ عني قراراتي ..

لا أدري .. لم سيطرت على حياتي ..

وصدقتها ..

ربما لأني أريد أن أصدق أني شخص يستحق أن يُحب ..

ربما لأني أود أن أصدق أني أحب هذه الفتاة الخالية من كل العيوب ..

هذه الفتاة المفصلة على مقاسي أنا ..

هذه الفتاة التي جعلتها تمدح من أحب ..

وتلعن من أكره ..وتدعو عليه بالموت ..

كانت مرآتي أنا في أحيان كثيرة ..

كانت صوت الحق تارة في نفسي ..

وصوت الشيطان مرة أخرى ..

وظللت اكتب فيها مئات كلمات الحب والغزل ..

كانت تشاطرني الفرحة ..

وأيضاً الدمعة ..

قبلت أن أعيش بها إلى نهاية العمر ..

وأن أتزوج أوراقي وشخصيتي الوهمية ..

مايا ..

كتبت اسمها بالدم في دفاتري ..

وفي كل يوم كنت أراها أنثى أخرى ..

مرة تشبه تلك الممثلة ..

ومرة أجمل من تلك المغنية ..

ومرة في طهارة تلك الفتاة المحشمة ..

صدقيني إن قلت لك ..

أنها في نظري قد وصلت الكمال ..

من جمال وحشمة وأدب وتربية وعائلة وتواضع وأخلاق ورومانسية وحب وولاء وإخلاص ورضى وقناعة ..

كل المواصفات التي تستحيل أن تجدينها في بشر ..

صنعتها أنا في مايا ..

وبعد أن تخرجت ..

استمرت مايا معي .. لسنة واحدة تقريباً ..

فكرت في الزواج الحقيقي ..

ولكن مايا ..

كانت العقدة أمامي ..

صرت أقارن كل فتاة بمايا ..

إلى أن قالت لي جدتي :

اختر أنت الفتاة التي تناسبك ..

لم أستطع أن أجد فتاة تروق لك ..

طلباتك صعبة جداً ..

ولكن مايا بدأ وجودها يضعف في حياتي ..

كنت لتوي طبيباً متخرجاً من الجامعة ..

إلى أن جاء ذلك اليوم ..

حين رأيت مايا الحقيقية !

قالت همسة : مايا الحقيقية !

أتريد أن تجعلني معتوهة بهذا التعقيد ..

قال بشار :

ليس تعقيداً أبداً ..

وإنما ببساطة ..

كانت هناك مريضة يابانية اسمها مايا ..

جاءت لتعالج في المستشفى التي كنت أعمل بها ..

كانت جميلة ..

ولكنها ليست كصورة مايا التي رسمت .. والتي كانت شرقية الملامح جداً ..

ربما كان الاسم له طنين خاص للغاية ..

فقط أحببتها لاسمها ..

كان لديها ورم خبيث ..

كانت ابنة لأحد أعضاء الملحقية الثقافية اليابانية بالسعودية ..

أما أنا فجن جنوني ..

أحسست أن هذه هي مايا ..

صرت أغير في شخصية مايا الخيالية ..

وألائم عليها الصفات التي أعرفها ..

أو حتى اضطر إلى تغيير شخصية مايا الخيالية ..

قالت همسة وهي تحس بعسر في الفهم : لم أفهم ..

تنهد بشار وقال :

هناك مايا الخيالية التي اخترعتها أنا ..

وهناك مايا الحقيقية المريضة .. التي رأيتها في عالم الواقع عندما تخرجت ..

حاولت ببساطة أن أدمج الخيالية في الحقيقية ..

حتى أتوهم أن هذه الفتاة هي التي أحببت منذ زمن بعيد ..

وبدأت رحلة حب غريبة ..

حب فتاة لا أعرف عنها إلا اسمها ..

كنت أحس بمهابة رهيبة في أن أتحدث معها ..

فقط كنت أمر كل يوم على غرفتها ..

حتى أراها وأذهب ..

كانت ترسم ..

ولذلك كانت مايا التي حكيت لك رسامة ..

قالت همسة :

ولم كانت مايا التي أخبرتني عنها قصة مختلفة ؟

نظر بشار فيها .. وقال :

لأن مايا الحقيقية ..

لم يمضي على وجودها أيام قلائل إلا وسافرت وعادت إلى اليابان .. بعد أن تأكدوا من أن لديها ورما خبيثاً في الكبد ..

وعندما ذهبت ..

أحسست أن الدنيا كلها تتهاوى من حولي ..

فقررت إنشاء مشروع محاكاة جديد ..

مايا 2

6 مجلدات أخرى ..

وكيف أني ذهبت إلى اليابان ورأيتها ..

ألم تلاحظي أن قصتي مليئة بالمفارقات اللامعقولة ..

هل تتوقعي أن طبيباً يابانياً يتبنى طفلاً سعودياً ..

لا وبل يُمنح بعثة على حساب الجامعة؟

هل رأيتني يوماً أتحدث شيئاً من اليابانية ؟

حتى البحث الموجود على النت alphaGp53

موجود باسم الدكتور ميان ..

لم يكن من تأليفي ولا شاركت فيه أبداً ..

قفزت هنا مايا وقالت :

إذا كيف كنت تعرف كل شيء فيه ..

ورحت تشرحه لي بمهارة ؟

ابتسم بشار بحزن وقال :

ذلك كان منتهى الجنون مني ..

في تلك الأثناء كنت قد قررت أن أتخصص في علم السرطانات ..

لأن مايا مريضة بهذا الشيء ..

وكان هذا البحث في تلك الأيام مثار العاصفة الكبرى في ميدان الطب ..

قرأته بل فصصته من اهتمامي به ..

كان عندي هوس شديد ..

بأن أذهب لليابان وأجرب هذا العلاج على مايا ..

كنت أريد أن أنقذها بكل ما أستطيع ..

على الأقل حتى لو كان ذلك في خيالي .. لكي أرضي جنون قصتي الـمُختلقة ..



صدقيني كنت أعيش الدور بقدر ما أستطيع ..

إنك لن تستطيعي .. أن تفهمي حياة إنسان ..

تربى يتيماً .. محروماً من العاطفة ..

ليس في حياته الكثير من الأصحاب ..

ليس إلا ابن عمته الوحيد وسام وابنته الصغيرة منى ..

إنه حتى ليس أخي ..



تربى وأعرضت عنه أول فتاة في حياته بلا سبب مقنع ..

لن تستطيعي أن تفهمي الصراع النفسي في إنسان خيالي حاول أن يكون إنساناً مثالياً ..

أن يكون صادقاً ومحباً ..

وأن يعطي الناس الأمل والحب كلهم ..

وأن يعاملهم بطريقة أصفى من السماء الزرقاء ..

أن يكون مرهفاً حساساً حالماً وشاعراً كما تقتضي طبيعته ..

له كل الحق أن يُحِب أو يُحَب ..

دون أن يعاني من السخرية ..

أو الرفض والاستهجان من الناس ..

أو حتى الاستغلال من المقربين ..

والتعامل بتلك اللزوجة والنفاق ..

هذا ما يستحقه أمثالي من الذين كانوا ينظرون للحياة بمنظار وردي ..

قررت أن أتغير وأن أعيش مثاليتي التي أنا عليها مع ذاتي ..

من حبيبتي التي اخترعتها والتي تقدر وتفهم كل هذا ..

مع إنسانة تشعر في كل شيء أفعله ..

قد لا تستطيعين الفهم يا همسة ..

قد لا تستطيعين أن تقدري كل هذا ..

أنت معذورة ..

لن يستطيع أحد في الدنيا أن يفهم جنوني هذا إلا أنا ..

التفت إلى همسة التي كانت دموعها خط رفيع على وجنتيها ..

وأنفها قد صار أحمراً .. قالت له بأكبر خيبة أمل في حياتها :

لم فعلت كل هذا يا بشار بي ؟

ما الذي فعلته أنا بك ؟

لم دمرت حياتي كلها؟

دمرت حياتي العلمية .. وجعلتني أعود من أجل ماذا ؟

حتى إنك لا تحس بي ..

والله هذا حرام ..

هذا ليس إنصافاً ..

قال لها بشار :

ما فائدة الحب إن كان محكوماً عليه بالإعدام ؟

بالله عليك كيف تريدينني أن أجعلك تستمرين في حبي وأنا أموت ؟

هل هذا هو الفعل الصائب؟

أن أجعلك تتعلقين بي ..

ثم أتركك تعانين الأمرين ؟

نظرت فيه همسة مستفهمة .. إن كلامه هذا يعني شيئاً ما ..

قال لها وهو ينظر لعينيها بقوة:

همسة .. والله الذي لا إله إلا هو ..

ما كذبت عليك في كلمة قلتها لك الآن ..

ولن أكذب حين أقول لك بأني :

أحبك

لم تحتمل همسة كل هذا ..

جلست تبكي ..

وراح جسمها ينتفض ..

لم كل هذا الجنون يلاحقها ؟ لم ؟

وجدت يداً دافئة تمس كتفها في شيء من الحنان ..

بقيت على حالها دون أن يتوقف بكاؤها ..

قال لها : أنا آسف .. والله ما قصدت أن أجرحك بكلمة ..

صدقيني أنا آسف ..

رفعت رأسها إليه وراحت تتأمل في وجهه ..

والدموع تغرق وجهها وعينيها الزواقاوين ..

فقال لها بصدق وبنظرة ما رأتها قبلاً في عيني بشار ..

نظرة حالمة .. نظرة دافئة ..

نظرة فيها الدنيا كلها ناعمة :

والله العظيم .. أحبك ..

ثم مد يده بتلك الوردة الحمراء ..

نفس الوردة التي كانت تصل إليها منذ زمن بعيد ..

نفس طريقة التغليف ..

لقد كان هو حتماً ..

لم يكن فراس كما ظنت

إنه بحق كان يحبها منذ طول أمد ..

فضحكت همسة من بين كل الدموع .. ولازالت دموعها تقطر من وجهها ..

الفصل ما بعد الأخير

لم تنتهي الحقائق عند هذا الحد ..

إلا أن همسة في تلك اللحظات لم تهتم إلا بالنقاط الرئيسية ..

مايا الحقيقية اليابانية ..

فتاة تعتنق النصرانية ..

وهي ليست حتى من الريف الياباني ..

أحب بشار أن يجعلها في خياله تسلم حتى يجعلها في النهاية في قمة الكمال ..

وكتب بشار موت مايا التي تخيلها في النهاية .. لأن مايا الحقيقية قد توفيت فعلاً من مرضها بالسرطان ..

فعاش بشار دور الحزن على طريقته الخاصة ..

لم تكن هناك صلة كبيرة بين مواصفات مايا الحقيقية ومايا الخيال ..

ربما الشكل الذي عمد بشار إلى أخفاء عيوبه ..

وإظهاره بمنظار الجمال ..

البحث حقيقي .. يقوم الدكتور ميان ناريتا حقيقية بالعمل عليه ..

وقد أثبت نجاحاً باهراً ..

مما دعا الجمعية السعودية للأورام السرطانية في السعودية ..

إلى البدء بتجربته ..

وكانت تحتاج إلى متطوعين ..

وكان أول من تطوع بهذا الشيء هو بشار ..

فقد كان يعرف الكثير عن هذا البحث وآمن به ..

وبالطبع الدكتور أسامة .. قريب بشار ..

هو المسئول عن هذا الموضوع ..

وأما إصابة بشار بالسرطان ..

فليس له أي ارتباط بمايا من قريب أو بعيد ..

وإنما كانت سقطة له قبل سنة حين كان يسبح على حافة المسبح ..

أدت إلى نمو ورم سرطاني خبيث ..

البحث الذي أعطاه بشار لهمسة ..

كان خلاصة لأفكار بشار على البحث الأصلي Gp53 alpha

وتجاربه الخاصة التي عملها على أرانب اختبار ..

وكانت ثمرة جهد قيمة ..

صاغها في بحث طبي عن مايا ..

ولذلك لم يستطع أن يقدمها للدكتور أسامة ..

لأنها تفتقر إلى الثقة العلمية ..

ونتائجها غير المضمونة ..

بدأ العلاج الفعلي بالعقار الجديد على بشار بعد أسبوعين من رحيل همسة إلى أمريكا ..

والعلاج استمر إلى لحظة لقاء همسة ببشار ..

قررت همسة .. أنها لن تتخلى عن بشار تحت أي ظرف كان ..

وبالفعل كان لها ما تريد ..

ذهبت إلى الدكتور ياسر .. الذي ساعدها تلك المرة ..

طلبت منه أن تزور المستشفى للتابع حالة بشار ..

وعللت ذلك بأنه خطيبها ..

كانت حجة قوية جداً ..

لقد راهنت بكل شيء من أجل بشار ..

كيف وقد تخلت عن حلم حياتها من قبل من أجله ..

لا يهم الآن إلا أن تراه سليماً ..

وافق الدكتور ياسر في البداية على مساعدتها ..

وسمح لها بالبقاء ..

بل استطاع أن يتدبر لها العمل كطبيبة عامة في المستشفى في آخر الليل .. على أن تكون طبيبة مناوبة ..

لكن همسة لن تنسى ذلك اليوم أبداً ..

عندما كانت همسة في غرفة الدكتور ياسر ..

ثم لا تدري لم .. أخبرته بأن بشار ليس خطيبها ..

ولكنه سيكون كذلك ..

وكانت هذه غلطة همسة التي ستظل تحقد على نفسها فيها طالما تذكرتها ..

حين بدأ ينظر لها الدكتور ياسر نظرة أفعوانية خبيثة ..

وهو يقول مبتسماً ابتسامة ماكرة بصوت أشبه بالفحيح بنصف عين:

ألم تقولي أنه خطيبك .. وأنك ..

لقد كان الموضوع غير ذلك إذن؟!

همسة استحملت كل هذه الإيحاءات اللزجة .. وقالت :

دكتور ياسر .. إنه يحتاجني .. وأنا لا أريد أن أتخلى عنه أبداً ..

نظر فيها بسخرية وقال :

قولي لي على الأقل من البداية ..

حاولت همسة قدر ما تستطيع أن تضبط أعصابها وهي تقول:

أنا آسفة يا دكتور .. لم أقصد صدقني ..

ضحك الدكتور ياسر ثم قال :

دكتورة .. إننا لن نسمح بأي مشاكل هنا ..

ابتلعت همسة كلماته كالجمر في حشاها ..

إنه يتعامل معها بفظاعة ..

ولكنه قال : على كل .. ستستفيدي من متابعة حالته ..

لا ينبغي أن أذكرك ..

إن احتجت أي شيء .. رقمي موجود لديك ..

أم أنك حذفته ؟

قالت همسة بابتسامة متصنعة :

شكراً يا دكتور .. إنها موجودة لدي ..

خرجت همسة من الغرفة وهي تكاد تموت غيظاً ..

" د. همسة ؟ "

ردت على الصوت بعنف : ماذا تريد ؟

ولما نظرت في وجه محدثها ..

صُدمت ..

كان الدكتور فراس ..

كان يقف منذهلاً ..

استدركت بسرعة وقالت : آسفة لم أكن أقصد ..

ابتسم لها وقال بصوت منخفض :

كيف حالك يا همسة ؟

ابتسمت همسة بصدق في وجهه وقال : بخير ..

كيف حالك أنت ؟

قال لها : بخير ..

قالت : تزوجت ؟

تنهد وقال : ليس هناك شيء أجمل من الحرية ..

نظرت فيه مستفهمة .. فقال :

لم نتفق للأسف ..

كان بيننا اختلاف كبير جداً ..

ابتسمت همسة ..

قال لها فراس : هل أستطيع أن أدعوك إلى فنجان قهوة ؟

لم أرك منذ زمن طويل ..

قالت همسة : لا بأس ..

جلست همسة مع فراس ..

يتناولان قدحاً من القهوة ..

دار الكثير من الحديث ..

قال لها فراس بعد فترة من الكلام :

همسة .. ببساطة شديدة ..
سنوات الضياع
سنوات الضياع
•-«[ عضو مجتهد ]»-•
•-«[ عضو مجتهد ]»-•

عدد الرسائل : 622
العمر : 33
رقم العضوية : 30
مزاجي : الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Qatary22
معدل تقيم المستوى :
الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Left_bar_bleue10 / 10010 / 100الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 09/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Empty رد: الحلقه الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي ارجو تملك شعوركم

مُساهمة من طرف سنوات الضياع 2008-07-13, 13:05

ما رأيك في كإنسان ؟

نظرت فيه همسة للحظة وقالت وهي تعدل منظارها الطبي :

ما شاء الله عليك .. إنسان أخلاق ومحترم ..

ولا يعلى عليك ..

فقال لها : ما رأيك لو تقدمت لك ؟

كان هذا السؤال مفاجئاً لهمسة جداً ..

ارتبكت..

ولكنها قالت :

فراس .. ألف فتاة تتمناك لها زوجاً ..

ولكن .. لا أستطيع ..

لست أنا التي أستطيع أن أفعل هذا الأمر ..

قال لها : لم ؟

همسة لا أخفيك .. واحد من أسباب انفصالي عن نور –خطيبتي السابقة= أنت ..

نظرت فيه همسة وهي تبتسم بخجل وتقول متفاجئة : أنا ؟

قال لها : همسة .. أنت ما شاء الله عليك ..

إنسانة أخلاق ..

وفيك كل المواصفات التي يتمناها الإنسان للزواج ..

وأنا بصراحة أرغب في الارتباط بفتاة تفهم معنى أن أكون طبيباً ..

تحب مهنة الطب هذه بحق ..

كما تحبينها أنت ..

إنسانة لديها طموح ..

أعترف .. لقد كنت معجباً بك منذ البداية ..

ولكنني لم أقدم على شيء ..

اعتبر هذه حماقة مني ..

كان من المفترض أن أتقدم لك بشكل رسمي على الأقل ..

ولكني فضلت أن أخطب أخرى .. لا أدري لماذا ؟!

تنهدت همسة .. وقالت : إنك لا تفهم ..

فقال لها : اشرحي لي .. جربيني ..

شرحت له همسة باختصار شديد الموضوع ..

وأنها متعلقة بشخص آخر ..

تفهم فراس الوضع .. بطريقة دبلوماسية ..

كان شاباً رائعاً متفهما بحق ..

تمنى لها السعادة ..

ثم قال لها : إن كان بوسعي أن أفعل لك أي شيء يا همسة ..

فثقي بأني لن أتأخر عليك أبداً ..

ابتسمت همسة .. ثم افترقا..

ومضى على هذه الحوادث سنة كاملة ..

وهمسة تكاد تعتكف على حالة بشار ..

والدكتور أسامة يشرف على العلاج ..

بشار بدا في حالة الإعياء التي تصيب مرضى السرطان في حالتهم المتأخرة ..

وصدقوا ..

بأنه ما من ألم في الأرض أجمع ..

مثل ذلك الذي تحسه وأنت ترى أحب مخلوق لك في الأرض يتلوى من الألم ..

ولا تستطيع أن تفعل له شيئاً ..

ليس هناك أبشع من أن تراه في أبشع صورة ..

وأنت لا تستطيع أن تقدم له حتى روحك ولا كيانك لتساعده ..

بكت همسة كثيراً على حال بشار ..

الذي بدا أن صحته تتدهور تدريجياً ..

وبتسارع مخيف ..

يبدو أن العلاج لم يجدي هذه المرة ..

كما لو أن قصة مايا تكتب هذه المرة بحبر الواقع لا الخيال ..

وعلى الرغم من هذا ..

كان بشار كما هو ..

تلك الشخصية التي نعرفها ..

ما زال يعيّر همسة بالنظارة أم خمسة ريال ..

وهمسة أحياناً تبتسم من خلف الدموع ..

وأحيانا تبتسم وهي تدعو الله ألا يفارقها بشار ..

سنة من المعاناة النفسية والبدنية ..

سنة من حروق الحب التي لا يتحملها البشر ..

وتتحملها رغماً عنها طبيبة مثل همسة ..

ليس إلا لأنها طبيبة ..
سنوات الضياع
سنوات الضياع
•-«[ عضو مجتهد ]»-•
•-«[ عضو مجتهد ]»-•

عدد الرسائل : 622
العمر : 33
رقم العضوية : 30
مزاجي : الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Qatary22
معدل تقيم المستوى :
الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Left_bar_bleue10 / 10010 / 100الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 09/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Empty رد: الحلقه الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي ارجو تملك شعوركم

مُساهمة من طرف سنوات الضياع 2008-07-13, 13:05

مهمتها مداوة المرضى مهما كان شعورها ..

مهما كان إحساسها ..

ومهما كان الثمن ..

كانت تحب بشار .. بشيء من الجنون ..

إنها لا تتخيل أن تمضي يوماً دون أن تراه ..

قررت أن تبقى طبيبة عادية على الرغم من أن الفرصة أتيحت لها أن تكمل دراستها في الخارج ..

لأنها تحبه ..

إلى أن أتى ذلك اليوم ..

بشار بحاجة إلى عملية عاجلة ..

يحتاج إلى تغير دم جسمه بالكامل ..

لقد انتشر السرطان إلى أماكن أخرى ..

وأصيب بسرطان الدم ..

وإلى انتزاع ورم وصل إلى القلب يسد الشرايين التاجية التي تغذي القلب ..

مشكلة الأورام الخبيثة .. أنها تنشئ أوراماً أخرى في الجسم ..

ولذلك يصعب التحكم فيها ..

كانت العملية خطيرة ..

وكانت ستتم في تمام الساعة العاشرة صباحاً..

دخلت همسة على بشار في التاسعة .. قبل العملية بساعة ..

قلبها لا يكاد يحتويها من الخوف ..

تحس أنها سوف تفقده ..

لا يا بشار أرجوك ..

حاولت أن تتصنع القوة بقدر ما تستطيع ..

حاولت أن تكون همسة القوية التي لا تكسرها مثل هذه الأمور ..



دخلت الغرفة ..

كان بشار موجوداً ..

على وجهه بعض سمات الألم والاصفرار واضح عليه ..

ورأسه على المخدة وقد تغطى بالملاءة ..

رغم ذلك تبسم لها وقال : أهلا بسيدتي الجميلة ..

ابتسمت همسة ..

كانت رائحة العطر التي يضعها في غاية الروعة ..

نظر لها وإلى نظارتها الشمسية ثم قالت : لازلت تشترين نظارة بخمسة ريالات ؟

نظرت همسة وقالت له في غيظ مبتسمة :

حرام عليك ..

لقد اشتريت هذه النظارة بـ600 ريال مخصوص حتى لا تقول لي هذه الكلمة ..

فقال بشار وهو يحامل على نفسه بقدر ما يستطيع حتى يخفي آلامه الواضحة :

لقد كذبوا عليك ..

ثم أخرج لها من تحت وسادته كيساً صغيراً وقال :

هذه لك حتى لا أسخر منك مرة أخرى ..

وقدم لها الكيس فتحته وفيها فضول عجيب ..

أخرجت منه ميدالية على شكل نظارة صغيرة ..

ضحكت همسة وقالت: ما هذا ؟

قال لها بشار : هذه هي النظارة الحقيقية ..

ليست كالتي تملكين ..

ثم مد لها يده من تحت الفراش بمفتاح صغير وقال علقي هذا المفتاح فيه ..

علقته همسة وهي تنظر له تسأله ما الخبر ؟

فقال لها بعد أن انتهت من وضعه في الميدالية :

هذا مفتاح هذه الحقيبة التي أمامك ..

وأشار لها على حقيبة متوسطة الحجم .. زرقاء اللون ..

فقالت : ما بها ؟

قال لها :افتحيها

فتحت همسة الحقيبة :

ولما رأت ما رأت ..

وضعت كفيها على فمها .. حتى تخفي شهقة كادت تخرج من حلقها ..

كانت هناك دفاتر كبيرة الحجم .. مرتبة باهتمام بالغ ..

وبعض الأوراق الأخرى الصغيرة ..وشهادة لكلية الطب فيها اسم بشار ..

والورود الحمراء من نوع الروز تملأ ما بين الأشياء ..

ورواية صغيرة ..

وقرآن ..

وقميص أبيض ..

وCDs

وظروف ورسائل .. وبعض الشموع الصغيرة ..

والكثير من الميداليات والمعدنيات ..



نظرت فيه وهي تقول مشيرة نحو الدفاتر ..

هذه الدفاتر هي .......... ؟

قال لها : نعم هي ..

ثم تنهد وقال : همسة ..

أريدك أن تأخذي هذه الحقيبة الآن ..

هذه الحقيبة ..

فيها كل شيء في حياتي ..

أهم الأشياء في حياتي كلها ..

أستطيع أن أذهب إلى آخر العالم ولا آخذ منها سوى هذه الحقيبة فقط ..

صدقيني فيها أغلى أشيائي في الدنيا كلها ..

أريد أن أعطيك إياها ..

فقالت : ولكن ..

قاطعها : أرجوك ..

ثم قال في خفوت : إن كنت تحبينني أرجوك افعلي من أجلي ..

أحست همسة بما يدور في رأس بشار ..

أحست أنها تقاوم نفسها ..

دموعها تخونها ..

سوف تبكي بالتأكيد ..

قعد بشار على الفراش .. ورفع الملاءة من على صدره ..

فقالت همسة : وااااااااو ..

وابتسمت بفرح ..

كان بشار يلبس القميص الأزرق الذي اشترته همسة له قبل أن تسافر ..

ابتسم بشار وقال : يبدو أنك لم تلاحظي العطر أيضاً ..

إنه عطرك الذي جلبت ..

لم تعرف همسة ما تقول ..

أحست أنها تدوخ ..

وأنها لا تمشي على الأرض بل إنها تطير فوق السحاب ..

مد بشار يده لها ..

فوضعت أناملها بحياء في يده ..

فأمسكها وقربها من شفتيه .. وقبلها بحب بالغ ..

أحست همسة بقشعريرة في جسمها كلها ..

وسحبت يدها ..

فقال لها مبتسماً :

ما فعلت هذا الأمر في حياتي أبداً ..

كنت أتمنى أن أقوم به لمرة واحدة فقط في هذه الدنيا ..

ابتسمت همسة من شدة الخجل ..

تلاقت العيون ..

وهذه المرة دار حديث عيون طويل ..

حديث حب ..

قال بشار : كم أنت حلوة ..

ابتسمت همسة بخجل وأشاحت بوجهها ولكنه قال : أرجوك .. دعيني أنظر إليك .. أرجوك ..

رفعت همسة عينيها إليه للحظات

ولكنها لم تتحمل نظراته ..

فأشاحت مرة أخرى .. وهي تبتسم ..



صمت بشار لثوان ثم قال :

همسة ..

إن مت .. أرجـــ

قاطعته همسة وقالت وهي تحس أن قلبها يهوي بين يديها :

أرجوك يا بشار لا تقل هذه الكلمات يا حبيبي ..

أرجوك .. سألتك بالله ..

فقال لها وهو يضم شفتيه :

همسة الموت حق ..

أريد أن أخبرك بعدة أمور ..

صمتت همسة وهي تحس بغصة خانقة ..

قال بشار :

الحياة لا تتوقف عندي يا همسة ..

الحياة طويلة .. وتستمر ..

إن كرهت نفسك .. وجلست في حالة الحزن التي تملأ كيانك ..

صدقيني لن تستفيدي شيئاً ..

قالت له : ولكن يا بشـــ ..

قاطعها وقال : هل تحبيني ؟

صمتت وقالت بصوت مختنق : أجل .. أ .. أحبك ..

فقال لها : والله لن أكون سعيداً إن لم تكوني سعيدة ..

صدقيني إن أعظم هدية تهدينها لي أن تكوني سعيدة ..

وأن تتذكرينني بكل خير ..

ابتسمت همسة وطرفت من عيناها دمعة وقالت :

وكأني أشاهد يوم وفاة مايا ونفس الوصايا ..

فقال لها بشار : ولكن هذه المرة سيكون حقيقياً ..

ولن تكون مجرد قصة ..

سأموت يا همسة ..

نظرت له همسة ولم تحتمل ..

وضاقت عيناها وصارت تبكي ..

وهي تنظر فيه بحزن يقطع القلوب إرباً ..

فقال لها بنظرات قوية :

همسة ..

هكذا الحياة .. يوم سعيد وآخر حزين ..

لا نحتاج أن نمضي نجتر آلامنا وذكرى أحزاننا ..

لا بد أن نمضي وإلا جلسنا نتحسر على كل لحظة من عمرنا ..

همسة ..

كما كنت أتخيل أن مايا ستقول لي ..

اهتمي بالصلاة ..

دينك يا همسة ..

هو أهم شيء في الوجود

والله لن يفيدك حبي هذا بشيء ..

أقول لك هذه الكلمات ..

وأنا على عتبات الموت ..

ما ينفعني الآن من شهادتي ؟

ومن خيالي ..

لن يبقى لي إلا عملي .. وما فعلت من شيء طيب في الدنيا ..

همسة ..

أريدك أن تعيشي الحياة وأن تفرحي فيها ..

صدقيني فيها الكثير من الأشياء الحلوة..

وفي نفس الوقت لا تنسي الله أبداً ..

هو من سيوفقك في حياتك ..

همسة انفجرت وصارت تقول في صوت يصعب تفسيره من اختلاطه بالبكاء :

ولما تتصرف كأنك ستموت حرام عليك؟

وجلست في المقعد وصارت تبكي ..

بحرقة ..

وتضع وجهها على يد المقعد ..

وهي تنتحب ..

فقال بشار وصوته واضح فيه التأثر :

المفروض أنك أنت التي تمنحينني القوة ..

وأن تعطيني الأمل .. لا أنا ..

مسحت همسة دموعها مستحضرة قوة جبارة ..

قوة الحب وسط الألم وحاولت أن تبدو بقدر ما تستطيع مبتسمة وهي تقول :

احم .. نظارتك أرخص من نظارتي ..

إنها بريالين ..

ههههههههههههه

فضحك بشار على همسة ..

نظرا إلى بعض قليلاً ..

لم تستطع همسة أن تمسك دموعها قالت : لا أقدر على هذا لا أقدر ..

وخرجت من الغرفة ..







وحانت ساعة الصفر ..

الساعة الآن العاشرة صباحاً ..

لم تستطع همسة أن تدخل غرفة العمليات ..

لم تستطع أن تتحمل أن تفقد بشار ..

كانت في الخارج ..

وعيونها محمرة من البكاء ..

كانت تنتظر ..

وتطالع الساعة ..

مضت إلى الآن ساعتين ..

ولم يخرج أحد ..

وراحت تدعو الله أن ينهض بالسلامة ..

كانت في حالة يرثى لها ..

إنما لم تنم من يومين ..

إنها مرهقة جداااااااااااااااااااااااااااااااااا ..

كم كانت تتمنى في تلك اللحظات ..

أنها لو لم تولد أصلاً ..

الكثير من المشاعر المختلطة في عقلها ..

كيف مرت أحداث حياتها الأخيرة سريعة بهذه الطريقة ..

راحت تتذكر كل حياتها مع بشار ..

كل اللحظات التي قضتها سعيدة معه ..

كانت تمسك في يديها الدب الأبيض ..

أول هدية أهداها إياها بشار ..

وتستند بيدها الأخرى على حقيبته ..

بشار الذي باح لها بسره الأعظم ..

بشار .. الذي أخفى الحب في كيانه من أجل ألا ترتبط بمن حُكم عليه بالموت ..

بشار الذي أعطاها بصدق .. لمسة من الحب ..

قد تمر أجيال دون أن تكون خلاصة الحب فيها كذلك الحب الذي منحها إياها بشار ..

ليس من السهل والله ..

أن تجد شخصاً تحبه وتراه يقول لك : أحبك ..

ثم تقف مكتوف الأيدي ..

لأنك لست أهلا لهذا الحب ..

لن يستطيع أن يعمل ذلك إلا إنسان يحب من قلبه ..







خرج الدكتور علي من غرفة العمليات .. والدكتور ياسر .. ومعهم الدكتور أسامة ..

نظرات الدكتور علي كعادتها قوية قاسية تطل من تحت القناع الطبي ..

نظرت فيه همسة مستفهمة ..

خلع القناع ..

وظهر من تحته وجه محمر من طول استخدامه القناع ..

وقال لها بلهجة قاطعة وبلكنة مصرية :

إنا لله وإنا إليه راجعون ..

لم نستطع إنقاذه ..





تجمدت همسة في مكانها ..

ثم راحت تصرخ بعلو صوتها في المستشفى ..

لم تعد تستطيع أن ترتدي قناع القوة ..

لقد انهارت بكل وحشية ..

وكأنما تندفع بسرعة الصاروخ نحو منابت الألم ..

جرت نحو الدكتور علي وراحت تطالع فيه بعيون تفجرت منها الدموع حمماً وصارت تصرخ في وجهه وهي تقول :

كذاب ..

أنت كذاب .. بشار لم يمت ..

بشار كان يمزح معي كعادته ..

نظر لها الدكتور علي وهو مشفق على حالتها ..

صارت تضرب على صدره بيديها وهي تقول :

قل الحقيقية ..

قل إنه بخير ..

أمسك الدكتور علي بيديها ..

ونظر في عينيها بأسى .. وكأنما يقول لها :

حقاً يا همسة لم نستطع أن نعمل له شيئاً ..

راحت الدموع تنزل أكثر فأكثر ..

تركته وتملصت من يديه وهي تذهب للدكتور ياسر وتقول :

دكتور ياسر ..

أرجوك قل شيئاً ..

أرجوك ..

قل بأنكم استطعتم إنقاذه ..

لم يتكلم الدكتور ياسر بأي كلمة ..

كانت في عينيه نظرات حزينة ..

قالت له : أنا سأعطيه من دمي ..

أرجوك اجعلني أجرب ..

قد ينفع ..

دكتور ياسر لم لا ترد علي ..

الله يخليك ..

لا تتركه هكذا ..

هنا جاء الدكتور أسامة ..

والدموع في عينيه قليلة .. وهو يمسكها من كتفها وهو يقول :

همسة تعالي معي ..

صارت تبكي بين يديه .. وهي في حالة لا يفرح لها بها حتى من يكرهونها ..

ولكنها فتحت عينيها المحمرة وقالت وهي تصرخ: أنتم لا تعرفون ..

أقول لكم بأنه لم يمت ..

كان الناس ينظرون لها بإشفاق ..

وحزن ..

دفعت الدكتور أسامة بقامته الفارعة ..

ودخلت غرفة العمليات ..

كان وجه بشار مغطىً بالملاءات البيضاء ..

اقتربت منه وهي تقول بصوت مرتجف :

حبيبي .. بشار ..

بشار .. رد علي ..

لا أنت لست بشار صحيح ؟

ثم فتحت الملاءة ..

وجدت وجه بشار جامداً ..

بارداً ..

خالياً من كل معاني الحياة ..

صارت تمرر يدها على وجهه بارتجاف .. وهي تقول :

ههههههههه

حبيبي بشار .. رد علي أرجوك ..

هيا .. سوف أعوضك عن مايا ..

والله سوف أعوضك ..

بشار ..

الله يخليك قل كلمة ..

بشار ..

سوف نذهب إلى اليابان ..

ونبحث عن مايا ..

خذ مايا ..

كن معها ..

لا مشكلة ..

ولكن فقط قل كلمة ..

أي كلمة ..

بشااااااااااااااار ..

رد يا بشار ..

ثم راحت تضرب في صدره ..

وتضرب وتضرب ..

اقتربت منها ندى من الخلف ..

وراحت تحتضنها ..

مايا سقطت على الأرض ..

وراحت ندى تحتضنها وهي تقول لها :

حبيبي همسة ..

قولي لا إله إلا الله ..

قولي إنا لله وإنا إليه راجعون ..

أما همسة .. فكانت لا تريد أن تسمع ..

طالعت فيها وصارت تقول :

ألا تفهمين أيتها الغبية .. إنه لم يمت بعد ..

إنه حي ..

نهضت وتوجهت نحو بشار ..

وصارت تعمل له تنفس اصطناعي ..

وهي تلهث ..

وفتحت طرحتها ..

وطار شعرها وتناثر على وجهها ..

وراحت توصل الأجهزة باليدين ..

وتحاول تشغليها ..

أمسكتها ندى مرة أخرى ..

ومعها ممرضتان ..

وهي ثائرة .. تقول لهم : دعوني ..

اتركوني ..

بشار ..

لن أتركك ..

بشار ..

أنت حي .. أنت حي ..

بشار لا تتركني وحدي ..

بشااااااااااااااااااااااااااااار ..

ثم عادت إلى نوبة البكاء من جديد ..

كانوا يخرجونها من الغرفة ..

وفي لحظة .. أحست أنها ضائعة ..

لا تعرف شيئاً ..

صمت مدوي في كيان همسة ..

وكأنها ترى نفسها من الخارج ..

وهي تصرخ ..

وتسقط على الأرض ..

هذه ندى .. تلك التي تكرهها .. تمسك بها وتحتضنها .. وتربت على رأسها ..

ما هذه السخافة ؟

إنها تبكي بدموع غزيرة ..

والناس يتحركون ببطيء شديد ..

والصورة باهتة ..

وكلام الناس له صوت ضخم ..

الدكتور ياسر ما زال واقفاً ينظر مشفقاً ..

الدكتور علي والدكتور أسامة غير موجودين ..

رجل يقف هناك ..

وتمسك في ثوبه بشدة فتاة صغيرة ..

وتختبئ خلفه ..

ذات ضفائر مجدولة ..

وعيونها مملؤة بالدموع ..

ما هذا الشعور الغريب؟

إنها لا تريد أن تعي أو تدرك شيئاً ..

لا إنها لا تريد أن تحس بشيء ..



أحست بنفسها فوق السرير ..

وأحدهم يدفع سائلاً شفافاً في وريدها ..

إنهم يريدون أن يقتلوها مثلما قتلوا بشار ..

لا بد أنهم قتلوه ..

لا بشار لم يمت بعد ..

لم يمت حبيبي بعد ..

بشار حي ..

إنه نائم ..

لم يفق من المخدر بعد ..

الصورة راحت تضيع حدودها ..

إنها لا تحس بالناس ..

لم أصبحت الدنيا مظلمة ؟

















بعد خمس سنوات :





دخلت الدكتور همسة جامعة الملك عبد العزيز ..

مرقت بالسيارة نحو المستشفى ..

نزلت منها .. وترجل من نفس السيارة ..

شاب وسيم ..

أنيق ..

قالت له همسة : فراس .. لا تتأخر علي .. سوف أنتهي من محاضراتي الساعة الواحدة اليوم ..

التفت لها فراس وقال : لا عليك .. إن انتهيت .. اتصلي علي يا حبيبتي .. ok ?

ابتسمت همسة ..





وهي تعبر المستشفى .. من بين الممرات حتى تصل إلى المباني الأكاديمية لكلية الطب ..

وصلت إلى قاعة محاضرة البنات للمستوى الثالث من الطب البشري ..

دخلت القاعة التي كان يسودها شيء من الهمهمات والأصوات المكتومة .. والضحكات القصيرة ..

دخلت همسة .. بكل هدوء ..

وقالت : السلام عليكم ..

رد البعض والبعض تجاهل ..

قالت : أنا الدكتورة : همسة سعود ..

سوف أقوم بتدريسكم الفصل الخاص بالدورة الدموية من الناحية الفسيولوجية ..

تحت مسمى مادتنا hysiology





ثم قالت للفتيات : ما كان آخر فصل درستموه مع الدكتورة فاطمة ؟

فقالت فتاة في الصف الأول :

الأورام السرطانية ..

صمتت همسة قليلاً ..

ثم عقدت ساعديها وقالت :

من منكم يود أن يتخصص في الأورام السرطانية ؟

رفعت عدة بنات أيديهن ..

ابتسمت همسة ..

ثم نظرت على الأرض وعضت على شفاهها وقالت بأسى:

أتمنى أن تستمروا في رغبتكم هذه ..



وبدأت الشرح ..









قد يظن البعض أن الطب هي تلك المهنة الخالصة التي توصل الإنسان إلى السعادة والراحة الأبدية ..

وقد يظنها البعض أنها الوظيفة التي تضمن لك مكاناً مرموقاً في الحياة .. ودخلاً يكفي أن تعيش في بذخ .. واحتراماً عالياً في الأوساط الاجتماعية .. وراحة في البال ..

ولكن من ظن ذلك أخطأ ..

الطب هي أصعب مهنة في هذه الدنيا بدون مبالغة ..

إنك تحتاج أن تكون بارد القلب ..

ترى كل يوم مريضاً لك يموت بين يديك .. وأنت لا تستطيع إلا أن تنظر له بإشفاق العاجز ..

رغم أنك الوحيد القادر على إنقاذه .. بعد الله ..

تحتاج إلى أن تقتل نفسك بالعلم .. حتى تلم بالأمراض التي لا حصر لها والتي تصيب مختلف الناس ..

تحتاج إلى دبلوماسية ولباقة كافية ..

حتى تواجه آلاف الناس كل يوم بابتسامة عذبة وتمنحهم الأمل ..

تحتاج إلى قدرة على أن تستيقظ من أحلى نوم .. لأن شاباً متهوراً غبياً كان يسير بسيارته الجديدة السريعة .. واصطدم بعائلة فمات الأطفال ..

وبقي هو ممن بقي على قيد الحياة يصارع الموت ..

ولا بد أنت أن تكون أنت من ينقذ هذا المتهور ..

تحتاج إلى أن تكون ملماً بكل جديد ..

تحتاج أن تحتمل عصبية الكبار ..

وسخافة وصراخ الصغار ..

تحتاج إلى أن يشيب شعرك .. وأن تبقى في المستشفى لأيام لا ترى فيها أبناءك ..

حتى تحصل في النهاية على مقدار من المال ..

يستطيع بعض التجار أن يتحصلوا عليه بطرق أبسط بكثير ..



هذا هو الطب ..

وهؤلاء هم الأطباء ..

هذه القصة ما هي إلا لمحة من جحيم حقيقي لهؤلاء الناس ..

وإن بدا للعامة بأنه الجنة


النهاية


che_2008_q@hotmail .com

che_2008_q@yaoo.com
سنوات الضياع
سنوات الضياع
•-«[ عضو مجتهد ]»-•
•-«[ عضو مجتهد ]»-•

عدد الرسائل : 622
العمر : 33
رقم العضوية : 30
مزاجي : الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Qatary22
معدل تقيم المستوى :
الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Left_bar_bleue10 / 10010 / 100الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 09/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Empty رد: الحلقه الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي ارجو تملك شعوركم

مُساهمة من طرف همسة حب 2008-07-15, 20:37

مشكووووووووووور
همسة حب
همسة حب
•-«[ سبسطية الصمود ]»-•
•-«[ سبسطية الصمود ]»-•

عدد الرسائل : 3721
العمر : 33
رقم العضوية : 25
الاقامة : بلاد الله الواسعة
مزاجي : الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Unknow10
معدل تقيم المستوى :
الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Left_bar_bleue20 / 10020 / 100الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 03/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Empty رد: الحلقه الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي ارجو تملك شعوركم

مُساهمة من طرف همسة حب 2008-07-15, 20:47

القصة كثير حلو يسلموا اديك
همسة حب
همسة حب
•-«[ سبسطية الصمود ]»-•
•-«[ سبسطية الصمود ]»-•

عدد الرسائل : 3721
العمر : 33
رقم العضوية : 25
الاقامة : بلاد الله الواسعة
مزاجي : الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Unknow10
معدل تقيم المستوى :
الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Left_bar_bleue20 / 10020 / 100الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 03/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Empty رد: الحلقه الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي ارجو تملك شعوركم

مُساهمة من طرف بوبو السبسطاوية 2008-07-15, 21:15

مشكووووووور كتير حلوة القصة
بوبو السبسطاوية
بوبو السبسطاوية
¯`·.• (عضو ماسي) ·.·°¯
¯`·.• (عضو ماسي) ·.·°¯

عدد الرسائل : 2050
العمر : 29
رقم العضوية : 20
الاقامة : الأردن- بس انا من سبسطية و بكل فخر و إعتزاز
مزاجي : الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم 2610
معدل تقيم المستوى :
الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Left_bar_bleue10 / 10010 / 100الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 30/03/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Empty رد: الحلقه الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي ارجو تملك شعوركم

مُساهمة من طرف che 2008-07-15, 22:21

شكرا حبيبي
che
che
§ مـُـشـْـرِفْ §
§ مـُـشـْـرِفْ §

عدد الرسائل : 1251
العمر : 30
رقم العضوية : 66
الاقامة : سبسطية
مزاجي : الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Qatary28
معدل تقيم المستوى :
الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Left_bar_bleue10 / 10010 / 100الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 07/06/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Empty رد: الحلقه الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي ارجو تملك شعوركم

مُساهمة من طرف هاني روميو 2008-07-15, 22:59

مشكرو
تقبل مروري
هاني روميو
هاني روميو
$مشرف قسم كلام في الحب$
$مشرف قسم كلام في الحب$

عدد الرسائل : 158
العمر : 36
رقم العضوية : 15
الاقامة : سبسطيه الصمود
مزاجي : الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Qatary17
معدل تقيم المستوى :
الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Left_bar_bleue10 / 10010 / 100الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 29/03/2008

http://tear-angel1987.spaces.live.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Empty رد: الحلقه الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي ارجو تملك شعوركم

مُساهمة من طرف دلوعة فلسطين 2008-07-18, 23:37

قصة في منتهى الروعه
دقة في وصف المشاعر والاحاسيس

شكرا الك
تقبل مروري
دلوعة
دلوعة فلسطين
دلوعة فلسطين
•-«[ سبسطية الصمود ]»-•
•-«[ سبسطية الصمود ]»-•

عدد الرسائل : 3883
العمر : 30
رقم العضوية : 65
الاقامة : النرويج
مزاجي : الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Qatary24
معدل تقيم المستوى :
الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Left_bar_bleue10 / 10010 / 100الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 06/06/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Empty رد: الحلقه الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي ارجو تملك شعوركم

مُساهمة من طرف عيون سبسطيه 2008-07-19, 08:17

مشكورعلى الموضوع
عيون سبسطيه
عيون سبسطيه
§ مـُـشـْـرِفْ §
§ مـُـشـْـرِفْ §

عدد الرسائل : 1978
العمر : 35
رقم العضوية : 11
الاقامة : ارض تدعى (السامره)
مزاجي : الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Unknow10
معدل تقيم المستوى :
الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Left_bar_bleue10 / 10010 / 100الحلقه  الاخير والمحزنه من قصة حب في مستشفى جامعي         ارجو تملك شعوركم Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 29/03/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى