ملتقى شباب سبسطية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجزء العاشر

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

الجزء العاشر Empty الجزء العاشر

مُساهمة من طرف سنوات الضياع 2008-07-13, 12:45

استيقظت همسة على صباح جديد ..

كان صباحاً مختلفاً ..

فلقد كان ما تنتويه أمر غير عادي ..

"ترى هل ما سأنتويه صحيح ؟

أم ماذا؟

ماذا أعمل يا ربي ؟"

بقيت جالسة في فراشها لمدة تزيد على العشرة دقائق وهي تنظر بعين ثابتة نحو طرف السرير ..

وكأنها لا ترى ..

وبالفعل ..

كان ذهنها يفكر في كثير من الأشياء ..





بعد نصف ساعة ..

كانت في السيارة وهي بطريقها للمستشفى ..

دخلت المستشفى وفي بالها ألف فكرة وفكرة ..

كانت تحس برأسها متخماً بأفكار كثيرة ..

ولكنها لم تعر أيا من هذا اهتماماً ..

وحاولت أن تركز بعملها ..

" دكتورة .. أنت بخير ؟"

التفتت همسة إلى مريضتها التي تراجعها منذ أسبوع لبرهة ..

ثم قالت : نعم .. نعم أنا بخير لا عليك ..

ثم تأملت التقارير وقالت بجدية :

هذا الدواء لا يجدي ..

يبدو أن الميكروب محصن ومتطور ..

سوف أصف لك واحداً آخر ..

أتمنى أن يكون ذا فائدة ..

وكتبت اسماً في "روشتة " طبية ..

ثم أعطتها للمرأة بابتسامة ..



خرجت من عندها المريضة ..

انتظرت همسة لثواني ..

ثم تنهدت وهي تفكر بعمق ..

وتسبح في عالم أسئلتها المتضاربة ..

"هل تسمحين لي أن أدخل؟ "

كان الدكتور فراس على الباب ..

بنظراته اللامعة ..

وقميصه الأسود الأنيق من تحت البالطو ..

بقامته الفارعة ..

وابتسامته الخلابة ..

ابتسمت همسة ابتسامة هادئة وقالت له : تفضل ..

كانت هي تمسك في يديها وتلعب في مرسمة خشبية بلونيها الأصفر والأسود ..

جلس فراس ..

وأخذ يتأمل في جواله قليلاً ..

ثم التفت لها مبتسماً وقال :

كيف حالك يا همسة ؟

تأملت همسة فيه قليلاً بعينيها الزرقاوان كم خلال النظارة وقالت بتنهيدة :

لا أدري يا فراس ..

هناك الكثير من الأشياء التي تشغل بالي ..

كم تمنت لو تبوح له ..

ولكنها لا تقدر أن تبوح له بالذات ..

تأمل فيها قليلاً ..

لا تدري لم لم تحس بالشعور الذي كانت تشعر فيه سابقاً حين كان ينظر لها سابقاً ..

ألأنها تحب بشار ؟

قال فراس منتزعاً إياها من أفكارها:

هل أستطيع أن أساعدك ؟

ابتسمت همسة ولكنها قالت :

لا عليك يا فراس ..

سوف أحلها قريباً ..



لم يشأ فراس أن يضايقها ..

فابتسم بلطف وقال :

على كل إن احتجتني في أي وقت ..

فأنا موجود ..





ثم صمت مرة أخرى وقال وهو يطرق بيديه على المكتب وقال :

همسة .. هناك أمر آخر أود أن أقوله لك
سنوات الضياع
سنوات الضياع
•-«[ عضو مجتهد ]»-•
•-«[ عضو مجتهد ]»-•

عدد الرسائل : 622
العمر : 33
رقم العضوية : 30
مزاجي : الجزء العاشر Qatary22
معدل تقيم المستوى :
الجزء العاشر Left_bar_bleue10 / 10010 / 100الجزء العاشر Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 09/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء العاشر Empty رد: الجزء العاشر

مُساهمة من طرف سنوات الضياع 2008-07-13, 12:46

تكملة الجزء العاشر


اضطربت همسة ..

وأحست بقلبها يخفق ..

"أرجوك يا فراس إن كان ذلك الأمر .. فلا تقل ..

أرجوك " .. قالت همسة هذا في أعماقها ..

ودعت الله في قلبها ..

لم تكن تحتمل أمراً آخراً ..

وحدثاً آخر يشقق الأرض من تحت قدميها ..



ولكن فراس قال وهو ينظر لها :

ندى ..

احذري منها ..

إنها ليست الفتاة التي تظنين ..



كادت همسة أن تتنهد فلم يصارحها فراس ..

لولا أن تمالكت نفسها ..

ولكنها قالت مستغربة :

ندى ؟! ..

ما الأمر يا فراس ؟



أخذ فراس يفكر ..

وكأنما من يسبر عقله يراه يقول : أأخبرها ..

أم ماذا؟

تنحنح ثم بدأ بإخبارها ..

كيف أن ندى صديقة همسة ..

راحت تحاول قدر استطاعتها أن تكسب وده ..

وكيف أنها تحاول قدر استطاعتها أن تحتك به .. بطريقة مباشرة أو بطريقة غير مباشرة ..

بل لم تكتفي بذلك ..

بل إن همسة ذاتها لم تسلم من ندى ..

وصار فراس يقول :

لا أعلم كيف تجرأت وصارت تقول ..

بأن بينك وبين مريض الغرفة 642 .. بشار .. أمراً ما ..



أحست همسة أن قلبها يكاد يتوقف من هول ما سمعت ..

هل صار الأمر واضحاً لهذا الحد ؟

هل أصبحت للناس أعين تدقق في حياة الناس الخاصة ؟!

أم أن هذه الطبيعة السعودية التي لازلنا نمتلكها ..

أن يتحدث الناس دون احترام لأي شيء ..

وان يوزع الناس التهم مجاناً ..

بطريقة بريئة .. وبأخرى قذرة ..

فقالت همسة وهي تتظاهر بالغضب :

أي وقاحة هذه .. ولما تقول عني هذا الكلام ..

إنه مريضي يا دكتور فراس ..

أحس فراس أن أعصابها قد شُدت .. فقال :

هدئي نفسك يا همسة ..

السبب فقط أنها رأتك أكثر من مرة عنده تتبادلون الكلام في ..

قاطعته همسة وهي تقول :

فراس .. إنه مريض بورم خبيث ..

أمن الجرم أن أتحدث معه وأن أخفف عن إنسان على حافة الموت ؟!

أليست هذه هي مهمة الأطباء .. تخفيف آلام الناس ؟!

أم أني لا أستطيع أن أتحدث معه ولو للقليل ..

ما هذه السخافة ؟!
ابتسم فراس حتى يخفف من حدة الموضوع وهو يقول :

لا عليك لقد رددت عليها بالرد المناسب ..

وألزمتها حدودها ..

إنها لا تملك الحق أن تتحدث عليك بهذه الطريقة ..

كيف وأنت الطالبة الأولى على الكلية ..

إنها غيرة يا عزيزتي ..

كم أحست همسة أنها تود لو تنشق الأرض وتبتلعها مع "كلمته الأخيرة ..

كل هذه الكلمات ..

كل هذا الاحتمال من فراس لعصبيتها ..

كل هذه التصرفات ..

لا تدل إلا أن فراس معجب بي ..

يا إلهي ..

ماذا أفعل ؟!

إني أحب ..

أحب بشار .. لا أدري ..

هل أنا أحبه أم أنه مجرد إعجاب؟

ولكني لا أبرح أفكر فيه ..

ولكن فراس ..

يا اللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللله .. "

لم تنتبه همسة لنفسها .. إلا وقد تهشمت المرسمة في يديها ..

وتطايرت أمام عينيها بعض الشظايا الصفراء ..

نظر فيها فراس لوهلة .. وقال :

آسف يا همسة ..

لم أكن اقصد أن أزعجك ..

صدقيني ..

تنهدت همسة وحاولت قدر استطاعتها أن تبدو بشكل جيد ثم قالت :

لا عليك يا فراس .. لا بد من الغيرة في بعض الأحيان ..

ألا تعتقد ؟!

ابتسم لها فراس ..

ثم نهض وهو يقول :

لقد سرقنا الوقت ..

وأنا لدي حالات لابد أن أعتني بها ..

على الرغم من أن حديثي قد أزعجك ..

ولكني بحق سعدت بالحديث معك ..

ابتسم وهو ينظر لها للحظات ..

ثم خرج من الغرفة ..

أخذت همسة تتأمل للحظات في الباب ..

كم هو وسيم ..

كم هو مهذب للغاية ..

لامع ..

فيه من الصفات ما تحلم به أي إنسانة في الدنيا ..

ولكن ..

قلبي .. ليس ملكي ..

آه منك يا بشار !

كيف فعلت هذا بي ؟

لم دخلت حياتي بهذه الطريقة ؟

تنهدت بقوة ..

نهضت من مقعدها وهي تتوجه إلى مرضاها ..

كانت الساعة الرابعة حين عادت همسة إلى غرفتها في المستشفى ..

كانت رائحة الديتول تعبق المكان ..

والتكييف المركزي ..

يبعث برودة في الأوصال حتى تؤلمها ..

فتحت غرفتها ..

وعلى الطاولة ..

كانت هناك وردة حمراء ..

كعادتها ..
سنوات الضياع
سنوات الضياع
•-«[ عضو مجتهد ]»-•
•-«[ عضو مجتهد ]»-•

عدد الرسائل : 622
العمر : 33
رقم العضوية : 30
مزاجي : الجزء العاشر Qatary22
معدل تقيم المستوى :
الجزء العاشر Left_bar_bleue10 / 10010 / 100الجزء العاشر Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 09/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء العاشر Empty رد: الجزء العاشر

مُساهمة من طرف سنوات الضياع 2008-07-13, 12:47

جميلة وأنيقة ..

كانت موضوعة في ورقة من السلوفان الرقيق ..

أمسكتها بين يديها ..

ونظرت إلى الجدار وهي تقول وقد أغمضت عينيها :

لا أستطيع يا فراس ..

إنك لا تفهم .. لا أقدر ..

وبعد أن رتبت أوراقها .. وكتبت تقاريرها ..

كانت تمر بالأروقة .. حتى تخرج من المستشفى ..

بعد يوم عمل شاق جداً ..

فقد كانت الكثير من الحالات بانتظارها ..

وبينما هي تمشي ..

مرت بغرفة بشار ..

تأملت رقم الغرفة كثيراً ..

ترددت في الدخول ..

اقتربت من الباب ثم أحجمت وهي تفكر ..

ولكنها في النهاية ..

سارت دون أن تدخل ..

كانت تحتاج إلى فترة من التفكير مع نفسها ..

إنها لا تستطيع أن تتحمل ..

لا بد لها من أن تراجع أوراقها ..

وتحدد ماذا تريد ؟

إنها لا تتذكر حتى آخر مرة أصابتها هذه الحالة ..

ربما عندما كانت في السنة الأولى من الطب ..

حين راحت تفكر ..

هل الطب هو الطريق الذي اخترته أم ماذا؟

وصلت إلى السيارة ..

ركبتها ..

وهي تحس بخواء عجيب ..

أحست أنها تحتاج لمن تحدثه ..

أحست أنها تحتاج لمن تكلمه ..

ولكن ..

صحيح يا همسة ..

لقد انقطعت علاقتك بكل الناس منذ مدة طويلة ..

منذ أن وهبت نفسك لما يسمى بالطب ..

لما يسمى بالمركز الأول ..

حتى أقربائك في العائلة ..

انقطعت صلتك بهم ..

وإن كنت تريهم قليلاً ..

حتى المناسبات العائلية .. لا تحضرينها كلها ..

وتحتجين بقولك : لم يكن لدي الوقت الكافي ..

اعتصرت جوالها .. وهل تتألم ..

لقد كان ثمن تفوقها غالياً جداً ..

لا حياة اجتماعية ..

القليل من المعارف ..

وغالباً ما يكونون في مجال العمل ..

ولكنهم ليسو بأصدقاء ..

حتى ندى ..

كانت مجرد زميلة عادية..

ربما والدها هم أقرب الناس لها ..

ولكن هذا موضوع لا تستطيع أن تناقشه معهم ..

وحتى والدتها ..

لأن رأيها سيكون معروفاً سلفاً ..

الاختيار الأذكى طبعاً ..

بعيداً عن العاطفة والإحساس ..

كانت قد وصلت إلى المنزل ..

صعدت إلى غرفتها ..

بدلت ثيابها ..

وأخذت حماماً ساخناً ..

وعندما انتهت ..

خرجت من الحمام .. وهي عازمة على إيجاد مخرج من هذا المأزق الفكري الذي يشغل بالها ..

كانت بروب الحمام الأبيض ..

حين جلست على مكتبها الصغير ..

أخذت ورقة نظيفة ..

وراحت تكتب ..

بشار : أحس أني أحبه .. وأني متعلقة به ..

فراس: إنسان رائع وجميل .. وفيه كل المواصفات التي تفكر فيها فتاة ..

أمسكت بقلمها الأسود .. ووضعته في فمها الجميل ..

وراحت تعض عليه ورأسها يميل مع التفكير ..

كتبت :

لو كان بيدي القرار .. في أن أختار شخص لأنقذ حياته من الموت ..

فمن سيكون ؟

لم يستغرق قلمها كثيراً من الوقت حتى تحيط باسم بشار ..

ابتسمت حين توصلت إلى هذه النتيجة ..

ولكنها كتبت :

وماذا إن كانت حياة إنسان مكتوب عليها غالباً النهاية ؟

ووضعت حول اسم بشار أكثر من مربع ..

وصارت تفكر ..

ثم كتبت :

الحب ليس عملية حسابية تحسب بالعقل ..

إنها مشاعر ..

ثم فكرت قليلاً وكتبت :

ولكنه مشروع حياة .. نربط مصيرنا في هذه الدنيا بإنسان حتى نهاية الدنيا ..

هل يعقل أن أربط نفسي بإنسان نهايته قد تكون قبل بدايتنا ؟

أحست أن الأمور بدأت تصعب عليها مرة أخرى ..

وأن الطريقة التي كانت تجدي في حل كل مشاكلها في الحياة ..

لا تجدي هذه المرة ..

كتبت مرة أخرى :

بشار .. فراس ..

ثم كتبت تحت اسم فراس : يحبني ..

ورسمت قلباً ..
سنوات الضياع
سنوات الضياع
•-«[ عضو مجتهد ]»-•
•-«[ عضو مجتهد ]»-•

عدد الرسائل : 622
العمر : 33
رقم العضوية : 30
مزاجي : الجزء العاشر Qatary22
معدل تقيم المستوى :
الجزء العاشر Left_bar_bleue10 / 10010 / 100الجزء العاشر Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 09/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء العاشر Empty رد: الجزء العاشر

مُساهمة من طرف سنوات الضياع 2008-07-13, 12:48

تكملة الجزء العاشر


أما تحت اسم بشار .. توقفت قليلاً ..

ثم وضعت علامة استفهام كبيرة ..

ترى ماذا أعني أنا بالنسبة إلى بشار ؟

هل أنا مجرد طبيبة وفقط ؟

أم صديقة ؟

لم تكن هناك دلالة واحدة أني أكثر من ذلك ..

ولكن الدب الذي أهداني إياه ؟

راحت وجلبت الدب .. ووضعته أمام الضوء وصارت تفكر ..

ولكنها راحت تقول :

كيف يعقل لمن يحب فتاة .. أن يعاملها بهذه الفظاظة ..

مستحيل ..

إنه بالتأكيد لا يعتبرني أكثر من إنسانة عادية ..

كأي إنسانة عادية تمر في فصول حياته ..

كانت النتيجة التي طلعت بها همسة أكثر تعقيداً مما كانت ..

بل إنها أحست أنها قد عقدت الأمر أكثر وأكثر ..

وأنها لم تساهم إلا في زيادة المشكلة صعوبة ..

تنهدت تنهيدة طويلة ..

وهي تلقي برأسها على المكتب في تعب ..

كانت كمبيوترها مفتوحاً ..

رأت أن تحاول أن تفكر في شيء آخر ..

أحست أنها لا تستطيع التفكير ..

فتحت على إيميلها ..

لم تجد أكثر من 5 رسائل من شركات إعلانات ..



ثم تذكرت أمرها الهام الذي عزمت عليه البارحة..

فتحت على موقع طبي مشهور :

www.Medline.com

وهو موقع يختص بكل الأبحاث الجديدة ..

بجدولة باسم المؤلف .. أو بنوع البحث ..

كتبت اسم بشار البدري ..

وصارت تبحث في كل أبحاثه ..

ولكنها لم تجد سوى القليل من الأبحاث ..

عقدت حاجبيها ..

غيرت الحروف .. عل طريقة كتابة بشار بالإنجليزية مختلفة ..

وكلنها لم تجد سوى بحوث قليلة ..

ليس لها علاقة بـ:

Gp53 alpha

حكت رأسها قليلاً وقالت : ولكنه كان موجوداً تلك المرة!

برقت في رأسها فكرة ..

كتبت اسم الدكتور ميان ..

فخرجت لها قائمة طويلة جداً ..

بالأبحاث التي كتبها ..

وفي النهاية وجدته ..

Gp53 alpha

بواسطة : البروفيسور : ميان ناريتا ..

كان بحثاً طويلاً جداً ..

نزلت همسة إلى المطبخ .. وأحضرت عصير برتقال لها .. وعادت ..

وصارت تقرأ ..

وتقرأ ..

كان البحث جاداً جداً ..

والمشروع رائع ..

والأفكار تبحث في صلب الموضوع تماماً ..

وكيفية علاج المرض من أساسه ..

أحست همسة أنها متحمسة ..

وصارت تقرأ ..

إلى أن أمضت ما يقارب 4 ساعات كاملة في قراءة متواصلة ..

ولكنها لم تكمل حتى تلك اللحظة ربع البحث ..

وبدأت تحس بالتعب والإرهاق ..

قررت أن تطبع البحث ..

لكن كان هناك شيء يناديها في عقلها ..

إلا أنها مرهقة للغاية ..

هناك شيء يقول لها أن تنتبه ..

هناك نقطة مهمة ..

ولكن عيناها على وشك الإغلاق ..

وفجأة ..

توهجت كلمة ما في عقلها .. فتحت عيناها بقوة ..

وأحست الدماء تندفع في رأسها المتعب ..

قامت ودخلت حمامها ..

وغسلت وجهها بسرعة ..

وعادت ..

وصارت تقرأ سطراً ما في اهتمام ..

أخذت ورقة وصارت تكتب كلمات كثيرة ..

وتضع بعض الرسوم والأسهم الصغيرة ..

وصارت تعود لتقرأ ..

لا ..

هذا لا ينفع ..

لا بد أن أطبع البحث ..

هناك الكثير من الأمور التي لا بد أن أفهمها ..

وعند رسمة الطابعة في متصفح الإكسبلورر ..

ضغطت همسة ..

ووضعت أوراقاً كافية في طابعة الليزر لديها ..

وراحت فوق سريرها ..

وقالت : سأستلقي حتى تطبع الأوراق ..

ولكنها لم تدري بنفسها إلا وقد غطت في نوم عميق ..

استيقظت همسة ..

وأول ما طالعها كانت الساعة ..

كانت تشير إلى الخامسة إلا ربع ..

إنه وقت باكر للغاية ..

نهضت ..

كان شعرها منكوشاً ..

وهي لا تزال بروب الحمام ..

توجهت إلى الطابعة التي تساقطت أوراقها من الطاولة على الأرض ..

جمعت الأوراق وراحت ترتبها ..

وعندما انتهت ..

قررت أن تعود للنوم مرة أخرى ..

ولكنها قبل أن تنام ..

قالت في نفسها: أليس هذا وقت صلاة الفجر ؟

بلى ..
سنوات الضياع
سنوات الضياع
•-«[ عضو مجتهد ]»-•
•-«[ عضو مجتهد ]»-•

عدد الرسائل : 622
العمر : 33
رقم العضوية : 30
مزاجي : الجزء العاشر Qatary22
معدل تقيم المستوى :
الجزء العاشر Left_bar_bleue10 / 10010 / 100الجزء العاشر Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 09/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء العاشر Empty رد: الجزء العاشر

مُساهمة من طرف سنوات الضياع 2008-07-13, 12:48

تكملة الجزء العاشر
لم لا أصلي الآن ؟

منذ زمن طويل لم تصلي همسة الفجر في وقتها ..

لا تدري لم ..

ولكنها اعتادت أن تصليها حالما تستيقظ في نومها ..

عند الثامنة في العادة ..

ولكنها أخذت تقول في نفسها :

ترى بم كان يشعر بشار حين يصلي في هذا الوقت ؟

ولم كان يذكر ذلك لي بطريقة خاصة ؟

ذهبت للحمام بطريقة آلية ..

وتوضأت ..

وبدأت تصلي ..

ولأنها كانت تحس في داخلها ..

من أن هناك تغيراً ما ..

نعم .. أحست بشيء جديد .. بعد أن أطالت في الصلاة قليلاً ..

بدلاً من أن تؤديها على عجلة كالعادة ..

سكون عظيم كان يغلفها ..

وضوء الغرفة من مصباحه الأصفر ..

كان يبث إحساساً مختلفاً ..

كم ودت همسة أن تطيل في الصلاة ..

ولكنها لم تعتد على ذلك ..

أنهت صلاتها ..

وبهدوء وسكينة .. دخلت في فراشها ..

لتستمع بالدفء بعد أن بردت أطرافها مع ماء الوضوء وجهاز تكييف غرفتها ..

لا تدري لم أحست أنها مرتاحة جداً ..

على الرغم من ذلك الجنون الذي كان يخيم عليها قبل ساعات..

استيقظت همسة في الصباح ..

وهي تحس بنشاط كبير ..

استيقظت وهي تفكر في بشار ..

لا تدري لم على عكس البارحة ..

كانت تحس بالإنطلاق في حياتها ..

وبالرغبة .. والطموح يكادان يغمرانها ..

لبست ..

وهذه المرة اختارت لباساً جميلاً ..

ارتدت بنطلون أسود من الستان ..

مطرز ببعض النقوش لطاووس جميل ..

وقميصاً ضيقاً سماوي اللون ..

يمسك من الجانبين بواسطة حبال رقيقة على حلقات حديدية واسعة..

كانت في هذا اللباس جميلة جداً ..

وطبعاً ارتدت البالطو الأبيض اللامع ..

وساعتها المصنوعة من الذهب الأبيض ..

كانت تحس بانتعاش كبير ..

أخذت أوراق البحث حتى تراجع فيه حين يكون لها متسع من الوقت ..

ركبت السيارة ..

وعاد بها التفكير ..

ولكن ذهنها الرائق قادها إلى أفكار متهورة ..

تطلعت إلى البحث بين يديها ..

وتلك الورقة التي كتبت عليها تلك الملاحظات الكثيرة ..

وابتسمت ..

دخلت المستشفى ..

وكانت الابتسامة لا تفارق وجهها ..

فكانت كما لو أنها قمر تشع بأنوار الفتنة ..

وبدون تفكير ..

توجهت إلى غرفة بشار ..

دقت الباب ..

ولم تنتظر ..

دخلت على الفور ..

وعندما نظرت ..

كان الدكتور أسامة هناك يتكلم مع بشار :

للأسف يا بشار .. المعاملة ستأخذ وقتاً طويلاً ..

إنه الروتين السخيف كما تعلم ..

( وللتذكير فإن الدكتور أسامة آصف هو الذي أدخل بشار هنا .. لأنه قريب له .. وطلب معاملته معاملة خاصة في بداية القصة)

أخذ بشار يضغط على أسنانه بعصبية ..

ولكنه انتبه لهمسة ..

وانتبه أيضاً الدكتور أسامة لها أيضاً فالتفت ..

ابتسم كلاهما .. وقال الدكتور أسامة :

أهلا بالدكتور الدافورة ..

ابتسمت همسة مجاملة .. وقالت : كيف حالك يا دكتور ؟

قال لها : بخير ..

ثم نظر في بشار وقال : ألم تكن هي المشرفة على حالتك ؟

فقال بشار مبتسماً : أجل ..

التفت لها الدكتور أسامة وقال :

لا بد أنك تمرنت عليه جيداً ..

الحقيقة نحن نعرف أن لديه osteosarcoma

(سرطان العظم الخبيث )..

عقدت همسة حاجبيها وقالت :

إذا لم لم تبدؤوا العلاج معه ؟

أصدر بيجر الدكتور أسامة طنيناً ..

فقال : المعذرة ..

لا بد أن أذهب ..

لدي حالة طارئة ..

وخرج من الباب بسرعة ..

نظرت همسة في بشار وهي مازالت تستفهم ..

فقال بشار :

لذلك أتيت إلى السعودية ؟

حتى يقوم الدكتور أسامة بإكمال ما بدأته أنا ..

سيعالجني بالعقار ذاته ..

تجمدت همسة في مكانها وقالت :

بشار ..

ما الذي تقوله ؟

فقال بشار متجاهلاً كلامها :

وجودي في المستشفى كان فقط انتظاراً حتى نحصل على موافقة وزارة الصحة .. لنبدأ في العلاج ..

حالتي كانت معروفة مسبقاً ..

ثم قال بسخرية : آسف لأننا أزعجناك ..

وجعلناك تشخصي الحالة من جديد ..

ولكنه كان بمثابة تمرين لك أليس كذلك ؟

نظرت فيه همسة لوهلة ثم قالت :

ولكنك تعلم أن العلاج غير نافع ..

نظر فيها بشار بقوة وقال :

مايا كانت تظنه نافعاً ..

وأنا أؤمن بذلك ..

أحست همسة أن في عيني بشار قوة غير عادية ..

بل أحست فيها قوة الأرض كلها ..

والتصميم والإرادة ينبعثان منهما ..

جلست في الكرسي المجاور له وقالت :

وما الذي حصل حتى الآن ؟

لا يزالون يدرسون الموضوع صحيح ؟

أومأ لها وعلى ركن شفتيه ابتسامة ساخرة ..

انتظرت همسة برهة وقالت : وإن لم يوافقوا ؟

نظر فيها بشار ..

كانت أشعة الشمس تعبر في الغرفة ..

وكأنما اشتعلت في عينيه العسليتين وهو يقول :

لقد فعلتها من قبل .. على من هي أغلى من روحي ..

ليست هناك مشكلة في أن أفعلها على نفسي ..

كان ثابتاً كالصخرة ..

وكأنما لم يكن هو بشار الذي انتحب في بكاءه قبل يومين..

صمتت همسة وهي تقول :

لقد جلست البارحة أقرأ في البحث ..

هناك ملاحظات كتبتها قبل أن أنام على البحث ..

ولكن لا أدري ..

ربما لأني لم أقرأ البحث كاملاً ..

ربما فاتت على بعض النقاط الهامة ..

قال لها بشار ساخراً .. وهو يتناول الملف من يديها :

هل تعلمين كم ساعة قضيت في هذا البحث ؟

أكثر من 500 ساعة من العمل ..

التقط البحث ..

وجلس يقرأ ..

Cytoplasm membrane pores

(فتحات الغشاء السيتوبلازمي)

G receptors

(مستقبلات ج )

Boosters

(جرعات مقوية)

Alternation of negativity

(تبديل السالبية)

وأحس بشار أن الكلمات في رأسه بدأت تشكل شيئاً غير محدد الملامح ..

وكأنما كانت أقطاباً تتقوى كل واحدة منها لتولد تياراً كهربائياً في جمجمته

ولكنه نظر في همسة بجدية واهتمام وقال :

فيم تفكرين ؟

ابتسمت همسة من تلك النظرة ..

وتألقت عينها الزرقاء ..

من تحت نظراتها البراقة ..

وقالت بشفتيها الوردية :

من الواضح أني طرقت باباً لم تطرقه قبلاً ..

ثم ابتسمت مرة أخرى ..

ترى ما الذي اكتشفته همسة ؟
وما الذي سيحصل ؟
وهل ما فكرت فيه له علاقة بفراس ..
أم ببشار ؟
ترى ما الأحداث الجديدة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ذلك ما سأجيب عنه في الجزء القادم ..


د.خالد أبوالشامات

بسم الله الرحمن الرحيم ..
ولكنه نظر في همسة بجدية واهتمام وقال :
فيم تفكرين ؟
ابتسمت همسة من تلك النظرة ..
وتألقت عينها الزرقاء ..
من تحت نظراتها البراقة ..
وقالت بشفتيها الوردية :
من الواضح أني طرقت باباً لم تطرقه قبلاً ..
ثم ابتسمت مرة أخرى ..
سنوات الضياع
سنوات الضياع
•-«[ عضو مجتهد ]»-•
•-«[ عضو مجتهد ]»-•

عدد الرسائل : 622
العمر : 33
رقم العضوية : 30
مزاجي : الجزء العاشر Qatary22
معدل تقيم المستوى :
الجزء العاشر Left_bar_bleue10 / 10010 / 100الجزء العاشر Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 09/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء العاشر Empty رد: الجزء العاشر

مُساهمة من طرف همسة حب 2008-07-15, 20:44

مشكوووووووووور
همسة حب
همسة حب
•-«[ سبسطية الصمود ]»-•
•-«[ سبسطية الصمود ]»-•

عدد الرسائل : 3721
العمر : 33
رقم العضوية : 25
الاقامة : بلاد الله الواسعة
مزاجي : الجزء العاشر Unknow10
معدل تقيم المستوى :
الجزء العاشر Left_bar_bleue20 / 10020 / 100الجزء العاشر Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 03/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى