قصة حب في مستشفى جامعي (الجزء الثاني)
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
قصة حب في مستشفى جامعي (الجزء الثاني)
الجزء الثاني
الساعة الثالثة صباحاً ..
الغرفة : 246
جلس بشار وحده هناك ..
يئن من الألم ..
وقطرات من العرق تتصبب من جبين محموم ..
أخذ يعض على شفاهه بشيء من الألم ..
أخذت يده ترتجف وهو يقترب من زر استدعاء الممرضة ..
أخذت الصورة تهتز أمامه ..
وتظهر أمامها خيالات كثيرة ..
وأصوات ..
وذكريات كثيرة تمرق في ذهن متعب مكدود ..
أغمض عينيه ..
وضغط الزر وهو يسقط على الأرض ..
الساعة التاسعة صباحاً ..
حين كانت همسة تمشي بين أورقة المستشفى ..
وهي تحمل في يديها كتاب علم الأمراض العامة ..
General pathology
وصلت إلى غرفة الممرضات التابعة للدور الذي فيه بشار ..
قالت للمرضة :
أي جديد ؟
قالت الممرضة : لقد كان يعاني نوبة ألم حادة في الصباح ..
أعطيته 4 أقراص إسبرين ..
أومأت لها همسة ..
وتوجهت نحو غرفة بشار ..
وهي تحس بنوع من الضيق من هذا الإنسان الغريب ..
طرقت الباب ..
"تفضلي يا دكتورة همسة "
تفاجأت همسة .. كيف عرف أنها هي ؟!
دخلت الغرفة وهي تبدي عدم التفاجئ ..
وقالت : يبدو أن الأستاذ بشار لديه العديد من المواهب ..
ضحك بشار .. وهو يقول ..
مَنْ تحمل هذا القدر من النعومة في يديها ..
لا بد أن تطرق الباب بطريقة مميزة ..
أحست همسة بالخجل ..
قال لها : تفضلي .. اجلسي ..
أما هو فقد كان نائماً في السرير ..
وقد غطى نصف جسده بالملاءات ..
ثم فتح بشار الدرج جوار سريره ..
اخرج لها ..
هدية في علبة صغيرة ..
وقال لها بابتسامة صادقة ..
تفضلي ..
التفتت همسة لم تعرف ما ترد ..
أحست أنه يريد أن يتملقها بالأسلوب السعودي الذي تكرهه ..
فقالت له هي ترسم على وجهها ملامح الثقة :
عفواً أستاذ بشار ..
ولكن ..
تطلع لها بابتسامة أخرى وهو يقول :
خذيها ولا تكسفيني ..
كلها أيام وأموت ..
عندها لن يكون هناك مريض يهدي لك شيئاً ..
تجمدت همسة ..
يا لهذه الكآبة والتشاؤم ..
أحست أن هنا دورها كطبيبة ..
حتى تخفف معاناة الناس ..
إن كثيراً من المرضى تروق لهم التراجيديا في حياتهم ..
عندما يسمعون أنهم مصابون بمرض خطير ..
فإنهم يميلون إلى الكآبة والانعزالية ..
وتصوير الموت على أنه هو النهاية القريبة ..
كل هذه الكلمات كانت ترن في أذن همسة ..
أخذت منه الهدية ..
وقالت له :
أستاذ بشار ..
فقاطعها وقال :
ألم نقل بشار سادة بدون قشطة ..
ثم ضحك وهو يقول :
لا عليك أنت الدكتورة همسة ..
ولكن أنا بشار فقط ..
ابتسمت همسة وقالت :
بشار ..
الحياة أمامك طويلة ..
وحسب تصوراتنا المبدئية ..
لديكbenign tumor ..
قال لها : ورم حميد ؟
فكرت قليلاً في الترجمة العربية وقالت :
نعم .. ورم حميد
تنهد ثم قال لها :
أبداً لا تحكمي على التشخيص المبدئي ..
أو حتى ما يقوله لك دكتور قبلك ..
ابدئي تشخيصك الخاص ..
توقفت همسة ولم تعرف ما تقول ..
لم يتكلم بهذه الطريقة الغريبة من نوعها ؟
حاولت أن تغير الموضوع قليلاً فقالت :
ألم يأتي أحد ليزورك ؟
التفت لها وقال :
بلى ..
عندي أصدقاء كثر ..
والبارحة كنت مع أقاربي ..
لا عليك أنا شاب اجتماعي من الدرجة الأولى ..
ابتسمت له همسة وقالت :
هذا واضح ..
نهضت ثم قالت :
سنحتاج أن نأخذ منك عينة حتى نرسلها للمختبر لإكمال بقية التحاليل غداً ..
OK ?
قال لها : أوكي ..
خرجت من الغرفة وبيدها الهدية ..
تمالكها فضول عجيب لتعرف ما هي ..
فتحتها بسرعة ..
كانت علبة شوكولا من شوكولاين ..
وكرت صغير :
ألم تغيري النظارة أم خمسة ريال ؟!
اشتاطت همسة قهراً ..
لقد كان مهذباً ..
لم يصر دوماً أن يكون مزعجاً لهذه الدرجة ..
توجهت نحو مكتبها ..
دخلته ..
فتحت الكتاب العظيم ..
الذي هو من تأليف د.روبنز ..
أخذت تقرأ فيه ..
هذه هي حياة الطالبات الدوافير ..
ليس لديهم وقت لحياة شخصية ..
ليس لديهم إلا العمل والدراسة ..
" دكتورة همسة ؟! "
رفعت همسة رأسها المنكس على الكتاب منذ أكثر من ساعتين ..
وطالعت وجه الدكتور فراس ..
بابتسامته المعهودة ..
قالت له : أهلا ..
دخل فراس .. وهو يقول :
كنت أتساءل هل بالإمكان أن أرافقك في معالجة المريض بشار ..
أعرف أنها حالتك ..
ولكني بودي أن استفيد منك ..
ابتسمت همسة وقالت :
طبعاً .. لا مانع لدي ..
أخذوا الحديث عن بشار وعن حالته ..
أخذ رقمها وأخذت رقمه في حال حدوث أي شيء ..
انتهي الدوام ..
وبينما همسة ترجع إلى منزلها ..
وجدت رسالة في جوالها :
كانت من فراس ..
أحست بنشوة غير عادية ..
فتحت الرسالة ..
صعد رجال إلى الفضاء ..
وحينما هبطوا على سطح القمر ..
دق الزجاج هندي وقال :
صديق في غسل ساروخ ؟
ضحكت همسة من قلبها ..
وابتسمت ..
وبعثت له برسالة ..
أحست بنوع من المتعة ..
الغريب أن همسة تدرك تماماً ..
أنها لا تحب فراس ..
ولكنها معجبة به ..
إنها هذه النوعية من الشخصيات الثابتة ..
التي تدرك كيف تفرق بين الأمور ..
أو هي على الأقل هكذا تعتقد ..
وترى أن التصادق بين فتى وصبية ..
شيء مقبول ..
إذ ما كان هذا الشاب ..
بعيداً عن الأفكار السعودية ..
وعن الحب التافه في نظرها ..
كانت لها فلسفتها الخاصة في الحياة ..
وطريقتها التي تميز كثير من فتيات هذا الوقت ..
رجعت إلى منزلها ..
وبعد أن استحمت بسرعة ..
حملت كتابها إلى طاولة الطعام ..
وأخذت تأكل ..
وهي تقرأ في الكتاب ..
وقرأ وتقرأ ..
جاءتها رسالة مرة أخرى من فراس ..
قرأت الرسالة ..
ابتسمت ..
ولكن لم يكن لديها وقت لهذه الأمور ..
فضلت أن تقرأ ..
وتجاهلت فراس ..
ولكن في الحقيقة ..
قل تركيزها حتى النصف ..
هي تفكر فيه ..
بطريقة لطيفة بحق ..
صباح جديد ..
إنها أول مرة تأخذ فيها همسة عينة من ورم سرطاني ..
كنت تحس بانتعاش عجيب ..
دخلت همسة المستشفى ..
وتوجهت إلى غرفة الدكتور علي ..
طرقت الباب ..
لم تجده ..
ولكنها وجدت الدكتور ياسر ..
دكتور سعودي ..
أحد أعضاء الجمعية السعودية لمعالجة الأورام ..
سمين جداً ..
لديه بشرة سمراء ..
وعيون صغيرة مستديرة ..
حليق الوجه ..
أخذ يحدق فيها بنظراته الوقحة ..
التي اعتادها طالباته ..
معروف عنه أنه دكتور نسونجي من الدرجة الأولى ..
متزوج باثنتين من طالبات كلية الطب ..
ولكنه رجل ذو منصب هام جداً في هذه الكلية ..
إنه الرجل الثاني بعد الدكتور علي مباشرة ..
ورئيس قسم علم وظائف الأعضاء في الكلية
Physiology
توقف عن تناول ساندويتش الجبن ..
وابتسم لها ابتسامة للوهلة الأولى تبدو بريئة :
ها .. صباح الخير يا همسة ..
قالت همسة : صباح الخير يا دكتور ..
عفواً .. أين أجد الدكتور علي ؟
.. قال لها :
إنه في اجتماع مع العميد ..
هاه ؟ أين وصلت في تشخيصك لحالتك الأولى ؟
أنا منذ أول مرة رأيتك ..
قلت هذه الفتاة لا بد أن يكون لها شأن في المستقبل ..
قالت له وهي تحس بلزوجة كلماته :
شكراً يا دكتور ..
اليوم سوف نأخذ منه
Biopsy
فقال لها :
أريني النتائج والتقارير بعدما تنتهي منها ..
حتى أعطيك رأيي ..
فقالت له بنوع من النفاق الاجتماعي :
بالتأكيد يا دكتور سأحتاج إلى مشورتك ..
قال لها :
خذي رقم جوالي في حال صعب عليك شيء ..
أخرجت همسة جوالها بتثاقل ..
وهي تلعن اليوم الذي رأت فيه زير النساء هذا ..
ودقت على جواله .. حتى يحفظ هو رقم جوالها ..
وخرجت من الغرفة .. وهي تحس بضيق بلا حدود ..
دخلت مكتبها ..
وجدت عليه وردة روز حمراء ..
أمسكت الوردة في يديها ..
إنها لا تحب هذه التصرفات الشرقية الصبيانية ..
ولكنها ولأول مرة يهديها أحد وردة حمراء ..
ترى من يكون أرسلها ؟
شيء من النشوة يغمرها في شيء كانت تؤمن بأنه تافه وسخيف ..
قُطع حبل أفكارها ..
حين أصدر جوالها صوت أغنيتها التي تحبها ..
One love
دعت الله من كل قلبها ألا يكون الدكتور ياسر ..
وعندما نظرت إلى الجوال ..
كان فراس ..
أحست بالراحة في أعماقها ..
ردت عليه ..
فقال له :
أهلا دكتورة همسة ..
أين أنت ؟
فقالت : ما رأيك أن تأتي لمكتبي .. حتى نتجهز ..
الساعة العاشرة سنذهب إلى بشار ..
Ok ?
فقال لها : لحظات وأكون عندك ..
الساعة العاشرة صباحاً من نفس اليوم..
همسة تدخل مع فراس غرفة بشار لأخذ العينة منه ..
أعطته مخدراً موضعياً ..
وأخذت مبضعها ..
وراحت تعمل به ..
لتأخذ عينة من الورم حتى تحللها تحت المجهر ..
عندما اقتربت همسة من بشار ..
قال لها :
هل يمكن أن أقول لك شيئاً ..
كانت همسة في حالة انتباهها القصوى ..
وكانت متوترة بعض الشيء ..
اقتربت منه
فقال لها :
هل من الممكن أن تطلبي لي من البيك ؟
أكل المستشفى سيء للغاية ..
التفتت له همسة ..
ثم تجاهلته ..
التفت لها مرة أخرى .. وقال مبتسماً :
هدئي من روعك ..
إنها في النهاية مجرد ..
عينة ..
ابتسمت له ..
وأحست همسة أنها فعلاً مرتبكة ..
أخذت نفساً عميقاً ..
وبدأت عملها ..
وبعد دقائق انتهت منه ..
خرجت من الغرفة ..
وذهبت إلى المختبر بسرعة..
وأخذت تفحص تحت المجهر ..
نظرت ..
وبعد برهة من الزمن طالت .. وهي تنظر بكل اهتمام
قالت بثقة :
بلى إنه بالتأكيد
Ostiod osteoma
نظر فراس أيضاً ..
ثم قال : صحيح ..
ابتسمت همسة ..
فقال لها فراس :
مبروك عليك يا دكتورة تشخيص حالتك الأولى ..
ما رأيك أن أعزمك على الغداء في مستشفى الجامعة بهذه المناسبة ؟
فقالت همسة :
لا أنا الذي لا بد أن أعزمك ..
فقال فراس : لن نختلف كثيراً ..
المهم أننا على موعد غداء ..
أحست همسة بقلبها ينبض بشكل غير عادي ..
نهضت وقالت : حسناً ..
سوف أذهب إلى غرفة بشار حتى أطمأنه ..
انصرفت سريعاً حتى تخفي خجلها ..
وبينما هي تمشي وحدها ..
أحست قلبها يخفق ..
لم أحس أنا هكذا؟
أخذت تسأل نفسها .. وهي لا تعرف الإجابة ..
أخذت تقول في نفسها :
قطعاً إنه ليس الحب ..
ثم ..
وجدت نفسها أمام غرفة بشار ..
طرقت الباب ..
دخلت الغرفة :
أخبار سارة ..
Benign tumor
كما قلت لك ..
التفت لها بشار في استغراب وقال :
ماذا تقولين ؟
ارتبكت همسة وقالت : أقصد ورم حميد ..
لا أعرف الترجمة العربية الصحيحة ..
ولكنه ذلك
That do not send metastasis
قال لها بشار :
لا بد عليك من تعلم المصطلحات العربية يا دكتورة ..
كيف ستتعاملين مع مرضى عرب ومن السعودية ..
صحيح إنك درست بالإنجليزية ..
ولكن هذا لا يكفي ..
نظرت له همسة ..
أحست أنها صغيرة ..
لا تعرف لم ..
كيف يتكلم معها بهذه اللهجة القوية ..
ثم قال :
ثم كيف تقولين ..
Ostiod osteoma
لا بد أنك فقط نظرت إلى epithelium
ولم تنظري إلى C.T
وكيف لم تلاحظي
Abnormal mitosis
فغرت همسة فاها ..
كيف يعرف هذا الشخص .. كل هذه الأشياء ..
إنها من صميم الطب ..
لا مستحيل ..
ليست قراءة عامة التي تمكنه من معرفة كل هذه التفاصيل
قالت له :
من أنت ؟؟
التفت لها بشار ..
وحدق فيها طويلاً ..
ترى من يكون بشار ؟
وما هو دور الدكتور ياسر من اللعبة ؟
وكيف ستكون القصة الرومانسية لها علاقة بكل هذا الجو الغريب ؟
سؤال سأجيب عنه في الجزء القادم
ان شاء الله يعجبكم الجزء
الساعة الثالثة صباحاً ..
الغرفة : 246
جلس بشار وحده هناك ..
يئن من الألم ..
وقطرات من العرق تتصبب من جبين محموم ..
أخذ يعض على شفاهه بشيء من الألم ..
أخذت يده ترتجف وهو يقترب من زر استدعاء الممرضة ..
أخذت الصورة تهتز أمامه ..
وتظهر أمامها خيالات كثيرة ..
وأصوات ..
وذكريات كثيرة تمرق في ذهن متعب مكدود ..
أغمض عينيه ..
وضغط الزر وهو يسقط على الأرض ..
الساعة التاسعة صباحاً ..
حين كانت همسة تمشي بين أورقة المستشفى ..
وهي تحمل في يديها كتاب علم الأمراض العامة ..
General pathology
وصلت إلى غرفة الممرضات التابعة للدور الذي فيه بشار ..
قالت للمرضة :
أي جديد ؟
قالت الممرضة : لقد كان يعاني نوبة ألم حادة في الصباح ..
أعطيته 4 أقراص إسبرين ..
أومأت لها همسة ..
وتوجهت نحو غرفة بشار ..
وهي تحس بنوع من الضيق من هذا الإنسان الغريب ..
طرقت الباب ..
"تفضلي يا دكتورة همسة "
تفاجأت همسة .. كيف عرف أنها هي ؟!
دخلت الغرفة وهي تبدي عدم التفاجئ ..
وقالت : يبدو أن الأستاذ بشار لديه العديد من المواهب ..
ضحك بشار .. وهو يقول ..
مَنْ تحمل هذا القدر من النعومة في يديها ..
لا بد أن تطرق الباب بطريقة مميزة ..
أحست همسة بالخجل ..
قال لها : تفضلي .. اجلسي ..
أما هو فقد كان نائماً في السرير ..
وقد غطى نصف جسده بالملاءات ..
ثم فتح بشار الدرج جوار سريره ..
اخرج لها ..
هدية في علبة صغيرة ..
وقال لها بابتسامة صادقة ..
تفضلي ..
التفتت همسة لم تعرف ما ترد ..
أحست أنه يريد أن يتملقها بالأسلوب السعودي الذي تكرهه ..
فقالت له هي ترسم على وجهها ملامح الثقة :
عفواً أستاذ بشار ..
ولكن ..
تطلع لها بابتسامة أخرى وهو يقول :
خذيها ولا تكسفيني ..
كلها أيام وأموت ..
عندها لن يكون هناك مريض يهدي لك شيئاً ..
تجمدت همسة ..
يا لهذه الكآبة والتشاؤم ..
أحست أن هنا دورها كطبيبة ..
حتى تخفف معاناة الناس ..
إن كثيراً من المرضى تروق لهم التراجيديا في حياتهم ..
عندما يسمعون أنهم مصابون بمرض خطير ..
فإنهم يميلون إلى الكآبة والانعزالية ..
وتصوير الموت على أنه هو النهاية القريبة ..
كل هذه الكلمات كانت ترن في أذن همسة ..
أخذت منه الهدية ..
وقالت له :
أستاذ بشار ..
فقاطعها وقال :
ألم نقل بشار سادة بدون قشطة ..
ثم ضحك وهو يقول :
لا عليك أنت الدكتورة همسة ..
ولكن أنا بشار فقط ..
ابتسمت همسة وقالت :
بشار ..
الحياة أمامك طويلة ..
وحسب تصوراتنا المبدئية ..
لديكbenign tumor ..
قال لها : ورم حميد ؟
فكرت قليلاً في الترجمة العربية وقالت :
نعم .. ورم حميد
تنهد ثم قال لها :
أبداً لا تحكمي على التشخيص المبدئي ..
أو حتى ما يقوله لك دكتور قبلك ..
ابدئي تشخيصك الخاص ..
توقفت همسة ولم تعرف ما تقول ..
لم يتكلم بهذه الطريقة الغريبة من نوعها ؟
حاولت أن تغير الموضوع قليلاً فقالت :
ألم يأتي أحد ليزورك ؟
التفت لها وقال :
بلى ..
عندي أصدقاء كثر ..
والبارحة كنت مع أقاربي ..
لا عليك أنا شاب اجتماعي من الدرجة الأولى ..
ابتسمت له همسة وقالت :
هذا واضح ..
نهضت ثم قالت :
سنحتاج أن نأخذ منك عينة حتى نرسلها للمختبر لإكمال بقية التحاليل غداً ..
OK ?
قال لها : أوكي ..
خرجت من الغرفة وبيدها الهدية ..
تمالكها فضول عجيب لتعرف ما هي ..
فتحتها بسرعة ..
كانت علبة شوكولا من شوكولاين ..
وكرت صغير :
ألم تغيري النظارة أم خمسة ريال ؟!
اشتاطت همسة قهراً ..
لقد كان مهذباً ..
لم يصر دوماً أن يكون مزعجاً لهذه الدرجة ..
توجهت نحو مكتبها ..
دخلته ..
فتحت الكتاب العظيم ..
الذي هو من تأليف د.روبنز ..
أخذت تقرأ فيه ..
هذه هي حياة الطالبات الدوافير ..
ليس لديهم وقت لحياة شخصية ..
ليس لديهم إلا العمل والدراسة ..
" دكتورة همسة ؟! "
رفعت همسة رأسها المنكس على الكتاب منذ أكثر من ساعتين ..
وطالعت وجه الدكتور فراس ..
بابتسامته المعهودة ..
قالت له : أهلا ..
دخل فراس .. وهو يقول :
كنت أتساءل هل بالإمكان أن أرافقك في معالجة المريض بشار ..
أعرف أنها حالتك ..
ولكني بودي أن استفيد منك ..
ابتسمت همسة وقالت :
طبعاً .. لا مانع لدي ..
أخذوا الحديث عن بشار وعن حالته ..
أخذ رقمها وأخذت رقمه في حال حدوث أي شيء ..
انتهي الدوام ..
وبينما همسة ترجع إلى منزلها ..
وجدت رسالة في جوالها :
كانت من فراس ..
أحست بنشوة غير عادية ..
فتحت الرسالة ..
صعد رجال إلى الفضاء ..
وحينما هبطوا على سطح القمر ..
دق الزجاج هندي وقال :
صديق في غسل ساروخ ؟
ضحكت همسة من قلبها ..
وابتسمت ..
وبعثت له برسالة ..
أحست بنوع من المتعة ..
الغريب أن همسة تدرك تماماً ..
أنها لا تحب فراس ..
ولكنها معجبة به ..
إنها هذه النوعية من الشخصيات الثابتة ..
التي تدرك كيف تفرق بين الأمور ..
أو هي على الأقل هكذا تعتقد ..
وترى أن التصادق بين فتى وصبية ..
شيء مقبول ..
إذ ما كان هذا الشاب ..
بعيداً عن الأفكار السعودية ..
وعن الحب التافه في نظرها ..
كانت لها فلسفتها الخاصة في الحياة ..
وطريقتها التي تميز كثير من فتيات هذا الوقت ..
رجعت إلى منزلها ..
وبعد أن استحمت بسرعة ..
حملت كتابها إلى طاولة الطعام ..
وأخذت تأكل ..
وهي تقرأ في الكتاب ..
وقرأ وتقرأ ..
جاءتها رسالة مرة أخرى من فراس ..
قرأت الرسالة ..
ابتسمت ..
ولكن لم يكن لديها وقت لهذه الأمور ..
فضلت أن تقرأ ..
وتجاهلت فراس ..
ولكن في الحقيقة ..
قل تركيزها حتى النصف ..
هي تفكر فيه ..
بطريقة لطيفة بحق ..
صباح جديد ..
إنها أول مرة تأخذ فيها همسة عينة من ورم سرطاني ..
كنت تحس بانتعاش عجيب ..
دخلت همسة المستشفى ..
وتوجهت إلى غرفة الدكتور علي ..
طرقت الباب ..
لم تجده ..
ولكنها وجدت الدكتور ياسر ..
دكتور سعودي ..
أحد أعضاء الجمعية السعودية لمعالجة الأورام ..
سمين جداً ..
لديه بشرة سمراء ..
وعيون صغيرة مستديرة ..
حليق الوجه ..
أخذ يحدق فيها بنظراته الوقحة ..
التي اعتادها طالباته ..
معروف عنه أنه دكتور نسونجي من الدرجة الأولى ..
متزوج باثنتين من طالبات كلية الطب ..
ولكنه رجل ذو منصب هام جداً في هذه الكلية ..
إنه الرجل الثاني بعد الدكتور علي مباشرة ..
ورئيس قسم علم وظائف الأعضاء في الكلية
Physiology
توقف عن تناول ساندويتش الجبن ..
وابتسم لها ابتسامة للوهلة الأولى تبدو بريئة :
ها .. صباح الخير يا همسة ..
قالت همسة : صباح الخير يا دكتور ..
عفواً .. أين أجد الدكتور علي ؟
.. قال لها :
إنه في اجتماع مع العميد ..
هاه ؟ أين وصلت في تشخيصك لحالتك الأولى ؟
أنا منذ أول مرة رأيتك ..
قلت هذه الفتاة لا بد أن يكون لها شأن في المستقبل ..
قالت له وهي تحس بلزوجة كلماته :
شكراً يا دكتور ..
اليوم سوف نأخذ منه
Biopsy
فقال لها :
أريني النتائج والتقارير بعدما تنتهي منها ..
حتى أعطيك رأيي ..
فقالت له بنوع من النفاق الاجتماعي :
بالتأكيد يا دكتور سأحتاج إلى مشورتك ..
قال لها :
خذي رقم جوالي في حال صعب عليك شيء ..
أخرجت همسة جوالها بتثاقل ..
وهي تلعن اليوم الذي رأت فيه زير النساء هذا ..
ودقت على جواله .. حتى يحفظ هو رقم جوالها ..
وخرجت من الغرفة .. وهي تحس بضيق بلا حدود ..
دخلت مكتبها ..
وجدت عليه وردة روز حمراء ..
أمسكت الوردة في يديها ..
إنها لا تحب هذه التصرفات الشرقية الصبيانية ..
ولكنها ولأول مرة يهديها أحد وردة حمراء ..
ترى من يكون أرسلها ؟
شيء من النشوة يغمرها في شيء كانت تؤمن بأنه تافه وسخيف ..
قُطع حبل أفكارها ..
حين أصدر جوالها صوت أغنيتها التي تحبها ..
One love
دعت الله من كل قلبها ألا يكون الدكتور ياسر ..
وعندما نظرت إلى الجوال ..
كان فراس ..
أحست بالراحة في أعماقها ..
ردت عليه ..
فقال له :
أهلا دكتورة همسة ..
أين أنت ؟
فقالت : ما رأيك أن تأتي لمكتبي .. حتى نتجهز ..
الساعة العاشرة سنذهب إلى بشار ..
Ok ?
فقال لها : لحظات وأكون عندك ..
الساعة العاشرة صباحاً من نفس اليوم..
همسة تدخل مع فراس غرفة بشار لأخذ العينة منه ..
أعطته مخدراً موضعياً ..
وأخذت مبضعها ..
وراحت تعمل به ..
لتأخذ عينة من الورم حتى تحللها تحت المجهر ..
عندما اقتربت همسة من بشار ..
قال لها :
هل يمكن أن أقول لك شيئاً ..
كانت همسة في حالة انتباهها القصوى ..
وكانت متوترة بعض الشيء ..
اقتربت منه
فقال لها :
هل من الممكن أن تطلبي لي من البيك ؟
أكل المستشفى سيء للغاية ..
التفتت له همسة ..
ثم تجاهلته ..
التفت لها مرة أخرى .. وقال مبتسماً :
هدئي من روعك ..
إنها في النهاية مجرد ..
عينة ..
ابتسمت له ..
وأحست همسة أنها فعلاً مرتبكة ..
أخذت نفساً عميقاً ..
وبدأت عملها ..
وبعد دقائق انتهت منه ..
خرجت من الغرفة ..
وذهبت إلى المختبر بسرعة..
وأخذت تفحص تحت المجهر ..
نظرت ..
وبعد برهة من الزمن طالت .. وهي تنظر بكل اهتمام
قالت بثقة :
بلى إنه بالتأكيد
Ostiod osteoma
نظر فراس أيضاً ..
ثم قال : صحيح ..
ابتسمت همسة ..
فقال لها فراس :
مبروك عليك يا دكتورة تشخيص حالتك الأولى ..
ما رأيك أن أعزمك على الغداء في مستشفى الجامعة بهذه المناسبة ؟
فقالت همسة :
لا أنا الذي لا بد أن أعزمك ..
فقال فراس : لن نختلف كثيراً ..
المهم أننا على موعد غداء ..
أحست همسة بقلبها ينبض بشكل غير عادي ..
نهضت وقالت : حسناً ..
سوف أذهب إلى غرفة بشار حتى أطمأنه ..
انصرفت سريعاً حتى تخفي خجلها ..
وبينما هي تمشي وحدها ..
أحست قلبها يخفق ..
لم أحس أنا هكذا؟
أخذت تسأل نفسها .. وهي لا تعرف الإجابة ..
أخذت تقول في نفسها :
قطعاً إنه ليس الحب ..
ثم ..
وجدت نفسها أمام غرفة بشار ..
طرقت الباب ..
دخلت الغرفة :
أخبار سارة ..
Benign tumor
كما قلت لك ..
التفت لها بشار في استغراب وقال :
ماذا تقولين ؟
ارتبكت همسة وقالت : أقصد ورم حميد ..
لا أعرف الترجمة العربية الصحيحة ..
ولكنه ذلك
That do not send metastasis
قال لها بشار :
لا بد عليك من تعلم المصطلحات العربية يا دكتورة ..
كيف ستتعاملين مع مرضى عرب ومن السعودية ..
صحيح إنك درست بالإنجليزية ..
ولكن هذا لا يكفي ..
نظرت له همسة ..
أحست أنها صغيرة ..
لا تعرف لم ..
كيف يتكلم معها بهذه اللهجة القوية ..
ثم قال :
ثم كيف تقولين ..
Ostiod osteoma
لا بد أنك فقط نظرت إلى epithelium
ولم تنظري إلى C.T
وكيف لم تلاحظي
Abnormal mitosis
فغرت همسة فاها ..
كيف يعرف هذا الشخص .. كل هذه الأشياء ..
إنها من صميم الطب ..
لا مستحيل ..
ليست قراءة عامة التي تمكنه من معرفة كل هذه التفاصيل
قالت له :
من أنت ؟؟
التفت لها بشار ..
وحدق فيها طويلاً ..
ترى من يكون بشار ؟
وما هو دور الدكتور ياسر من اللعبة ؟
وكيف ستكون القصة الرومانسية لها علاقة بكل هذا الجو الغريب ؟
سؤال سأجيب عنه في الجزء القادم
ان شاء الله يعجبكم الجزء
سنوات الضياع- •-«[ عضو مجتهد ]»-•
- عدد الرسائل : 622
العمر : 33
رقم العضوية : 30
مزاجي :
معدل تقيم المستوى :
تاريخ التسجيل : 09/04/2008
رد: قصة حب في مستشفى جامعي (الجزء الثاني)
مشكور على الموضوع الرائع
عيون سبسطيه- § مـُـشـْـرِفْ §
- عدد الرسائل : 1978
العمر : 35
رقم العضوية : 11
الاقامة : ارض تدعى (السامره)
مزاجي :
معدل تقيم المستوى :
تاريخ التسجيل : 29/03/2008
رد: قصة حب في مستشفى جامعي (الجزء الثاني)
مشكووووووور
قصة روعة لا هلا
قصة روعة لا هلا
همسة حب- •-«[ سبسطية الصمود ]»-•
- عدد الرسائل : 3721
العمر : 33
رقم العضوية : 25
الاقامة : بلاد الله الواسعة
مزاجي :
معدل تقيم المستوى :
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى